الخميس، 8 مارس 2012

مهندسة زراعية تعالج وتولد النساء في حضرموت


مهندسة زراعية تعالج وتولد النساء في حضرموت

المخاطر الصحية والمشكلات كثيرة تواجه المواطنين في وادي حضرموت خاصة في المستوصفات الخاصة التي أنشأها البعض بغرض تقديم الخدمة العلاجية للمواطنين ،لكن للأسف أنهم في الغالب يبحثون عن الربح السريع دون مراعاة المستوى والخبرة لمن يستقدمونهم من أقطار عربية وأجنبية للعمل كأطباء، أو أخصائيين ،أو فنيين، أو ممرضين المهم أنهم يبحثون عن اقل تكلفة وأكثر ربحاً سواء من الخدمة العلاجية أو الجراحية أو الدوائية ،ولا يراعون المستوى والخبرة في من يستقدمونهم ،في ظروف البعد عن مراقبة الله ،وموت الضمير الإنساني ،و الفساد الإداري في الخدمات الصحية الحكومية التي من مهامها مراقبة من منحتهم رخص الاستثمار في بناء المستشفيات والمستوصفات ؛وإلا كيف تفسرون أن امرأة خريجة كلية الزراعة من بلد عربي تقوم بصرف الدواء ومعاينة جميع المرضى ولأبلغ وأدهش من هذا أنها تولد النساء وتجري عمليات في أحد المستوصفات في وادي حضرموت ؟
عجائب وغرائب وإعاقات وضحايا كثيرة من المواطنين من أبناءهم ونساءهم قد حدثت لهم حالات ومشاكل مشابهة ؛ونسي منها مانسي ،لكن الذاكرة لدى البعض ممن عانى منهم لايمكن أن تنسى هذه الفعال الشنيعة ،والتي لازالت تحدث و تتكرر باستمرار ،ويا للأسف من يحاسب من ؟ ومن يراقب من ؟ و لله ثم للوطن الجريح والتاريخ سيأتي يوماً للمحاسبة ، فتشوا وأسالوا واحذروا من مستشفى ال0000 و0000مستوصف با0000 وغيره 0000!

الشراحة قديماً في حضرموت



 
الشراحة قديماً في حضرموت


(الشراحة ) هي حراسة أشجار النخيل خاصة في موسم الخريف ،وهو نظام عرفي ،اشتهر في حضرموت خاصة في مناطق الوادي ،وبموجبه فرض رجال القبائل على ملاك النخيل والأراضي الزراعية البعلية وغير البعلية من الأسر الموسرة الغنية التي كانت تتملك من الأراضي والنخيل في غير مناطق سكنها أوخارج المدن في القرى والوديان وغيره حماية أو حراسة للنخيل يصبح بموجبها من حق الشارح أن يأخذ مايشاء ويأكل مايشاء ،بل وصل أن الشارح يستبد بصاحب المال ؛و هذا العرف القبلي الذي شاع في الماضي، قد عرفه- أي هذا المفهوم - الكاتب والمؤرخ الكبير الأستاذ محمد عبد القادر بامطرف في كتابه " المعلم عبد الحق ص 25 قال( الشراحة) حراسة النخيل أيام الخريف،كان أرباب الأموال يجبرون على وضع حراس من القبائل على نخيلهم المثمر الكائن في المناطق القبلية، وإلا تعرض التمر للسرقة من قبل القبائل نفسها،ثم يتحكم الشارح[الحارس]في النخلة وثمرتها ولايستطيع مالكها التصرف فيها إلا بإذن وموافقة الشارح،وتسمي القبائل هذه الشراحة باطل000 )
ويستنتج من هذا أن أغلب الملاك للنخيل والأراضي الزراعية في القرى والوديان التي تنتشر فيها الزراعة كان للأسر الغنية التي لاتحمل السلاح أو تركت السلاح من المشائخ والقروان وغيرهم من الأسر في المجتمع الحضرمي0
وأن بعض القبائل لاتملك منه شيء- أي هذه الأموال التي تقوم بالشراحة عليها ولعل البعض ارتبط بمخابرة مقيدة بزمن معين مع بعض أرباب الأرض والنخيل للخلع فأصبح بعد ذلك يتملك الأرض والنخلة 0
و قد ذكر السيد محمد بن هاشم في كتابه (تاريخ الدولة الكثيرية ) في سياق حديثه عن الظروف الصعبة التي كانت تمر بها حضرموت في نهاية القرن الثاني عشر الهجري وبداية القرن الثالث عشر ومابعده ،من جهود بعض العلماء والمصلحين الذين نادوا بدفع الظلم وإنكار المنكر كالشيخ الإمام طاهر بن الحسين العلوي الذي قام و نصح بعض القبائل في بلدته بترك هذا العمل المشين وعده جريمة وأفتى بعدم جوازه حيث قال 000ثم إن أكبر جريمة وأعظم عظيمة يعلمهم الآن متواطئين عليها حصر الشراحة والبقار في أناس معروفين منهم لا تنتقل إلى سواهم فنهاهم عن ذلك وزجرهم وأمرهم أن ينتهوا عن ذلك وأن يكون أهل الأموال أولياء أموالهم في شارحة وبقار000 )[ أنظر تاريخ الدولة الكثيرية ص 178 ]
وقد جرى العرف القبلي أن الشارح يتصرف في المال كتصرف المالك له من دون أذنه ولعل البعض ذهب إلى طرده ـ استولى عليه بالقوة -وطرد صاحب المال كما حدث في بعض المناطق - وأوضح محمد بن هاشم في المرجع السابق أيضا :أنه جرى العرف على أن لكل قبيلة حق الحماية للأموال التي تشملها منطقتها وتسعى الحماية في عرفهم (شراحة) والمنطقة النفوذ (شايم) وليس للملاك حق قط في تحويل الشراحة إلى من يريدون0[ أنظر ص 164 ]
وكان قد صور محمد بن هاشم الظروف القاسية والأليمة التي مر بها مجتمع حضرموت في تلك الفترة و خاصة الأوضاع السياسية والاجتماعية التي مرت بها حضرموت في تاريخها منذ أواخر القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر الهجريين وما بعده ، حتى أنه وصف الفتن والفوضى العارمة التي كانت تعصف بالقطر الحضرمي في تلك الفترة أبان صراع القوى القبلية على السلطة في مدن وادي حضرموت الرئيسة كتريم وسيئون وشبام والقرى المجاورة التابعة لهما بما أتلف الأموال من حرق النخيل ،وقطع السبيل وإخافة المسكين ،وغضطرار كثيرا من الناس للخروج من مناطقهم ،وترك أموالهم ، ونتيجة لذلك تعرضت كثيرا من الأموال كالنخيل والأراضي الزراعية للسطو والسرقة وهجرة ملاكها وتركها للشراح فقال رحمه الله –في ص 146 كانوا جميعاً يتغايرون فيما بينهم على رعاياهم تغاير التيوس في زرايبها ويحاول كل منهم أن يظهر لدى فتيان البلاد وفتياتها بمظهر القوة والصولة00 )
وظل هذا العرف القبلي ساري المفعول حتى منع عام 1949م حين أبطلته الحكومة القعيطية - في المنطقة التميمية- الخاضعة للسلطنة بتعاون المصلحين من آل تميم.
وظل سارياً في مناطق أخرى من وادي حضرموت إلى وقت متأخر من القرن الماضي0
وومن الجدير ذكره أن الباحث والمستشرق الإنجليزي الروبرت براترام سيرجنت (( R.B.SERJEANT) الذي كان قد زار حضرموت وكتب الكثير عنها ، قال عنه (أي الشراحة )،000كان نظام الشراحة في المجتمع الحضرمي يتميز باستبداد بعض الطبقات على الطبقات الأخرى ولفتت نظره هذه العادة في حضرموت [ راجع كتاب نثر وشعر من حضرموت للباحث سير جنت] وكذا الشعر الشعبي العامي الحضرمي القديم0
ومما تجدر الإشارة أليه أيضا ماذكره بعض أرباب الأرض والنخيل من الذين أخذت أموالهم فيما نقل عنهم من العبرة أن أرضهم ونخيلهم آلت إلى بعض الشراح قسرياً بقوة السلاح والأعراف القبلية في مناطق شتى أبان حكم السلطنات القديمة في حضرموت، فدارت الكرة بعد مضي فترة من الزمن ، وبقوة السلاح أيضا أن أستولي قوم آخرون في ظل النظام الاشتراكي الشمولي الذي حكم الجنوب فيما بعد وعرف (بالأنتفاضات ) ولا يعلم هل عادت لهم نخيلهم والأرض اليوم أم هي بقيت بيد المتنفذين الأقدمين والمتأخرين0؟

الأحد، 4 مارس 2012

الهداني والخيبعان حضرمي من أيام زمان




 الهداني والخيبعان حضرمي من أيام زمان

حضرموت هذا الإقليم الواسع المساحة المتجانس في كثير من الصفات والمتعدد في ألوان أخرى من الموروث و التراث الشعبي الأصيل هي على الدوام معين لا ينضب من التراث الشعبي والموروث الاجتماعي الجميل في حق النساء والرجال ،
فمهما كتب وألف الكثيرون ، وأغتر فوا من هذا النهر المتدفق لا يبلغون منابع أعالي النهر، و إن حاكوا وفصلوا من هذا النسيج العجيب لا يستطيعون أن يحيطون بأقيسته وحدوده ؛ حتماً سيظهر لنا أننا بحاجة إلى مزيداً من الغوص في أحشاء هذا البحر لنكتشف أكثر وأكثر من درره وأعاجيبه 0
ومن ذلك أن الخيبعان ولهداني الذي تترنم به النساء في مناسبات الأعراس الحضرمية بصوت شذي مسترسلاً متموجاً ،كنسيم البحر في ساحل حضرموت و والوادي و الجبل في داخل حضرموت كأنه ينعش الأبدان ويحييها ويحرك المشاعر الوجدان ويطفيها، وهو مشهوراً سواء كان في الريف أو المدينة أو البادية وخاصة في وادي حضرموت المترامي الأطراف 0
أولاً :فما هو الخيبعان:
الخيبعان لغة :يا خيب عان وهو دعا على الحاسد بالخيبة وعدم التوفيق ،والهدف منه تحصين النفس من عين الحاسد ،واتقاء شره0
والخيبعان: يمكن تعريفه اصطلاحا: (بأنه صوت نسائي غنائي تنشده النساء ،و يختص بأشعار المدح في مناسبات الأفراح النسائية ، ويوضع له لحناً رتيباً عليه وربما في بعض الأحيان عليه مسحة من الحزن ، يقال خلف امرأة تشدو به بين النساء ، وتردده بقية النساء الحضور خلفها- كالكورس- قد يكون الشعر هي قائلته على وزن وقافية معينة ،أو هو مشهور عن آخرين سواء كانوا رجالاً أو نساء ،بصحبه ضرب للطبل (الهاير ) وثلاثة مراويس هي عدة المشترحات المعروفة في عرف النساء في حضرموت ،وغالباً مايكون الشعر مكتوباً في ورقة أو كراسة ومن أغراضه المدح في العروسين ووالديهما والزوج ومدح صفاته وأخلاقه ؛ أو من أشعار الزهد والتصوف والترغيب في حب النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة والسلام عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وغيرها من الأشعار المناسباتية الأخرى ، وقد قيل في معنى يا خيب عان أنه دعا على الحاسد أن يصاب بالخيبة 0
متى يلقى الخيبعان ؟
يلقى يوم (المشطة ) أي يوم العرس الثاني ،وكذلك أثناء مغادرة العروس بيت أبيها مرتحلة مع النساء إلى بيت الزوجية في مساء هذه الليلة 0
كمثل :ياخيبعان:
من بايشوف **** عروسنا ماحد كماها (أي ماحد مثلها )
وأبوها ماحد كماه
ياخبيعان وأمها (فلانة )

وهكذا يزيد الإطراء والمدح في العروس وأبوها وأمها وأخوتها ،ويمكن التعرض لبيتهم وما يمتلكونه0
ومن الأشعار أيضا:
=يارب عبدك في الرجاء والسهن تنظر اليِا ياكريمان
=تغفر ذنوبي حل درج الكفان
=من خيفتك فزعان فزعان
ياخيبعان:
=البارح الهاجس كتبلي علان
=وقال لي مكنت له شان
ياخيبعان:
=يامن عشق محبوب ماباينام
=ليله عبر يحسبه بالزام
=أهل المحبه ماعليهم ملام
=من شاف بحر العشق تعبان
=محبوب قلبي من فراقه زمان
=شفت الشهر عبرت وليام
=شفت المترف لي دخل في الخيام
=مثل القمر والشهر لابان
=ريقه عسل صافي لادال زان
=ياغالي القيمه ولثمان
=ياريت حد تحت الخطر واللسان
=سبحان لي كمله سبحان
=عذبت قلبي ياخضير الوشام
=لو غوص لك في بحر سيلان
=لاجيت بهذي مانصت للكلام
=شارد كما الصيدات يافلان
=ياحول حول بالمطر والصيام
=نشفت عروقه كل ريان
=واختم بطاهر كل مافجر بان
=على النبي من نسل عدنان

ثانيا ً :الهداني
أما من طلب الهداية من الله تعالى ؛أو هو هداني يا هداني أي اهدأن أيتها النسوة واستمعن إلى ما يملى أو يلقى عليكن من شعر أو قصائد من الهدى والهداية للصلاح وغيره0
متى يلقى الهداني ؟
يلقى الهداني ليلة "المسامرة "أو "الدهينة " في عرف بعض المناطق فمراسيم الزواج تبدأ في بيت العروسة (بالقبضاة بالمغشى ) والقبضاة معناها أي إلقاء ثوب أو معوز أو رداء والدها عليها وتصيح النساء وتقول :مبروك عليش (ويخبرنها بأنها زوجة فلان بن فلان )أو بصيغة أخرى ،وكانت في الماضي تبكي وتولول 0
بعدها تضرب المشترحات بالهاير والمراويس حتى إذا بلغن مكان معين من الغرفة (المحضرة الكبيرة )يجلسن ينشدن ويغنين (الهداني )
ومما يقلنه:
ياهداني يودن*******وأبوش [والدك ] في العمر يسلم
ياهدني يودن****ماوعلنا قد قنصناه
ياهداني يودن ****من هو مساهنه [يعني ينتظره ]ينساه
ياهداني يودن *** وأخوالش [الأخوال ]ياخير رضية [أرضية ]
ياهداني يودن ***أهل العناء والعنية

وهكذا يتواصل القصيد من النسوة بصوت جماعي مسترسل به عدد من الأشعار التي ربما قد قيلت من قبل في مناسبات أخرى0
و تظل حضرموت وأهلها الطيبون المبدعون رجالاً ونساء معين لاينضب من التراث الشعبي الحضرمي الأصيل ففيه من المعاني والقيم والمثل والدلالات التي تنبئك عن مدى عمق وأصالة أهل حضرموت الميامين كما وصفهم بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وفدت وفودهم إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم



مدينة "سوسة" في تونس هل أنشأها الحضارمة أم الفينيقيون ؟


























 

مدينة "سوسة" في تونس هل أنشأها الحضارمة أم الفينيقيون ؟

أخوتنا التوانسة بارك الله فيهم مولعون بذكر أسم "حضرموت" وبأسماء حضرمية قديمة كان الأهل في حضرموت يطلقونها على أبناءهم ،ومن أشهر ماعرف عنهم أيضاً إطلاق اسم (حضرموت )أيضاً على مجلة ثقافية تصدر في تونس ،وهناك فندق كبير يعرف بفندق حضرموت ،ومحلات كتب عليها حضرموت وغير ذلك 0
لماذا هذا الاهتمام بتخليد أسم حضرموت ،من المؤكد أن له علاقة تاريخية بحضرموت0
تذكر بعض المصادر أن مدينة "سوسة "التونسية
التي تقع شمال تونس وتطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط قد أسسها حضارمة مهاجرون
على ساحل تونس و أطلقوا عليها [ حضرموت ]
ولازالت بعض القبائل التونسية إلى اليوم تربط أنسابها بحضرموت ،غير أن الرومانيين هم الذين غيروا أسمها إلى "سوسة "0
وأما القول الآخر فيرى أن من أسسها هم الفينيقيون في الألف الأولى قبل الميلاد وتغير اسمها وأنهم أطلقوا عليها "حضرموت " وهو الاسم الذي عرفت به قديما.وأن سبب التسمية لما لاحظوه من التشابه بين سواحلها وسواحل منطقة حضرموت الموجودة في جنوب الجزيرة العربية منذ ألآف السنين قبل الميلاد وجاء ذكرها في التوراة0
فلا تستغرب أن تجد اهتماما ملحوظاً عند سكان المدينة بهذا الاسم " حضرموت" ولعلهم يشيرون ويفتخرون أنهم من نسل القبائل الحضرمية التي أسست مدينتهم 0
ومن أعظم رجالات حضرموت التوانسة الذين لايمكن لذاكرة التاريخ إن تغفل اسمه "الشيخ العلامة القاضي المفكر الفقيه المالكي عبد الرحمن محمد بن محمد بن الحسن ، أبو زيد ، الحضرمي ، الأشبيلي الأصل التونسي ثم القاهري ، المالكي ، المعروف بابن خلدون الحضرمي المنتمي لقبيلة حضرموت . "التي لازال الكثيرين من أبناء حضرموت ينتمون اليها حتى هذا اليوم في الداخل والخارج0
ومولده ومنشأه بتونس،رحل إلى فاس وغرناطة وتلمسان والأندلس، وتولى أعمالا، واعترضته دسائس ووشايات، وعاد إلى تونس.
ثم توجه إلى مصر فأكرمه سلطانها الظاهر برقوق.
وولي فيها قضاء المالكية، ولم يتزي بزي القضاة محتفظا بزي بلاده.
وعزل، وأعيد ،وتوفي فجأة في القاهرة.كان فصيحا، جميل الصورة، عاقلا، صادق اللهجة، عزوفا عن الضيم، طامحا للمراتب العالية.
اشتهر بكتابه (العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر - ط) في سبعة مجلدات، أولها (المقدمة) وهي تعد من أصول علم الاجتماع، ترجمت هي وأجزاء منه إلى الفرنسية وغيرها.