السبت، 17 ديسمبر 2011

فقه المحرمات من النساء

فقه المحرمات من النساء

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تتعدوها)(1).
و من جملة الحدود الشرعية التي حد الله تعالى حدودها النكاح حلا و حرمة، حيث حرم على الرجل نكاح نساء معينة لقرابة أو رضاعة أو مصاهرة أو غير ذلك .
و المحرمات من النساء على قسمين: قسم محرمات دائما و قسم محرمات إلي اجل.
القسم الأول : محرمات دائما و هن ثلاثة أصناف:

الصنف الأول :
وهن سبع ذكرهن الله تعالى بقوله في سورة النساء:(حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم و أخواتكم وعماتكم وخالاتكم و بنات الأخ وبنات الأخت)(النساء- 23) .
1ــ فالأمهات: يدخل فيهم:الأم، و الجدات سواء كن من جهة الأب أم من جهة الأم.
2- و البنات: يدخل فيهن: بنات الصلب و بنات الأبناء و بنات البنات ( وان نزلن).
3- و الأخوات: يدخل فيهن الأخوات الشقيقات و الأخوات من الأب و الأخوات من الأم
4- و العمات: يدخل فيهن: عمات الرجل و عمات أبيه و عمات أجداده و عمات أمه و عمات جداته.
5- و الخالات: يدخل فيهن: خالات الرجل و خالات أبيه وخالات أجداده و خالات أمه و خالات جداته.
6- و بنات الأخ: يدخل فيهن بنات الأخ الشقيق و بنات الأخ من الأب و بنات الأخ من الأم وبنات أبنائهم و بنات بناتهم( وان نزلن) .
7- و بنات الأخت: يدخل فيهنبنات الأخت الشقيقة و بنات الأخت من الأب و بنات الأخت من و الأم و بنات أبنائهن و بنات بناتهن( وان نزلن).
الصنف الثاني:
المحرمات بالرضا ع: ( وهن نظير المحرمات بالنسب ) قال النبي صلي الله عليه وسلم: ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب)(2) و لكن الرضاع المحرم لا بد له من شروط منها:
1- أن يكون خمس رضعات فأكثر فلو رضع الطفل من المرأة أربع رضعات لم تكن أما له. لما روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان فيما انزل من القران عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفى رسول الله صلي الله عليه وسلم و هي فيما يقرا من القران)(3) .
2- يكون الرضاع قبل الفطام أي يشترط أن تكون الرضعات الخمس كلها قبل الفطام فان كانت بعد الفطام أو بعضها قبل الفطام و بعضها بعد الفطام لم تكن المرأة أما له و إذا تمت شروط الرضاع صار الطفل ولدا للمرأة و أولادها أخوة له سواء كانوا قبله أو بعده و صار أولاد صاحب اللبن أخوة له أيضا سواء كانوا من المرأة التي أرضعت الطفل أم من غيرها. وهنا يجب أن نعرف بان أقارب الطفل المرضع سوى ذريته لا علاقة لهم بالرضا ع و لا يؤثر فيهم الرضاع شيئا فيجوز لأخيه من النسب أن يتزوج أمه من الرضاع أو أخته من الرضاع أما ذرية الطفل فإنهم يكونون أولادا للمرضعة و صاحب اللبن كما كان أبوهم من الرضاع كذلك.
الصنف الثالث:
المحرمات بالصهر:
زوجات الآباء و الأجداد و إن علوا سواء من قبل الأب أم من قبل الأم، لقوله تعالى: ( ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء)( النساء- 22) فمتى عقد الرجل على امرأة صارت حراما على أبنائه و أبناء أبنائه و أبناء بناته و إن نزلوا سواء دخل بها أم لم يدخل بها.
1- زوجات الأبناء وان نزلوا،لقوله تعالى:(و حلائل أبنائكم الذين من أصلابكم)( النساء-23) فمتى عقد الرجل على امرأة صارت حراما على أبيه و أجداده و إن علوا سواء من قبل الأب أم من قبل الأم بمجرد العقد عليها و إن لم يدخل بها.
2- أم الزوجة وجدتها و إن علون، لقوله تعالى:(و أمهات نسائكم)( النساء- 23) فمتى عقد الرجل على امرأة صارت أمها و جدتها حراما عليه بمجرد العقد و إن لم يدخل بها سواء كن جدتها من قبل الأب أم من قبل الأم.
3- بنات الزوجة، و بنات أبنائها و بنات بناتها وان نزلن وهن الربائب و فروعهن لكن بشرط أن يطأ الزوجة فلو حصل الفراق قبل الوطء لم تحرم الربائب و فروعهن، لقوله تعالى: ( و ربائبكم الآتي في حجوركم من نسائكم الآتي دخلتم بهن فان لم كونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم)( النساء-23) فمتى تزوج الرجل امرأة ووطئها صارت بناتها و بنات أبنائها و بنات بناتها و إن نزلن حراما عليه سواء كن من زوج قبله أم من زوج بعده أما إن حصل الفراق بينهما قبل الوطء فان الربائب و فروعهن لا يحرمن عليه.
القسم الثاني : المحرمات إلى اجل
وهن أصناف منها:
1- أخت الزوجة و عمتها و خالتها حتى يفارق الزوجة فرقة موت أو فرقة حياة و تنقضي عدتها لقوله تعالى: ( و أن تجمعوا بين الأختين)( النساء- 23) و قول النبي صلي الله عليه وسلم:( لا يجمع بين المرأة و عمتها و لا بين المرأة و خالتها) .(4)
2-متعددة الغير: أي إذا كانت المرأة في عدة لغيره فانه لا يجوز له نكاحها حتى تنتهي عدتها و كذلك لا يجوز له أن يخطبها إذا كانت في العدة حتى تنتهي عدتها.
3-المحرمة بحج أو عمرة: لا يجوز عقد النكاح عليها حتى تحل من إحرامها. وهناك محرمات أخرى تركنا الكلام فيهن خوفا من التطويل.
و أما الحيض: فلا يوجب تحريم العقد على المرأة فيعقد عليها وان كانت حائضا لكن لا توطأ حتى تطهر و تغتسل.
(1)رواه الدارقطني في سننه ( 4/184)
(2)رواه البخاري كتاب الشهادات باب الشهادة على الأنساب و الرضاعة رقم( 2645، 2646) و مسلم كتاب الرضاع ما يحرم من الولادة رقم( 1447، 1444).
(3)رواه مسلم كتاب الرضاع باب التحريم بخمس رضعات رقم( 1452)
(4)رواه البخاري كتاب النكاح باب لا تنكح المرأة على عمتها رقم( 5109) و مسلم كتاب النكاح باب تحريم الجمع بين المرأة و عمتها رقم(1408) – متفق عليه.

إختبار أهل بغداد للإمام الشافعي رحمه الله

إختبار أهل بغداد للإمام الشافعي رحمه الله
مما يروى إن الإمام الشافعي حين نزل بغداد في زمن خلافة الرشيد ، أراد الفقهاء أن يتثبتوا من علمه ويختبروه ويحرجوه فأعدوا له عددا من الأسئلة في مسائل فقهية ودعوه في حضرة الخليفة الرشيد ليرد عليها :
قالوا له :
س1 ما قولك فى رجل ذبح شاة فى منزله ثم خرج لحاجة وعاد ، فقال لأهله: كلوا انتمالشاة فقد حرمت علىٌ .. فقال أهله: ونحن حرمت
علينا كذلك؟

قال :
ج1 إن هذاالرجل كان مشركا فذبح الشاة على اسم الانصاب وخرج من منزله لبعض المهمات ، فهداهالله تعالى إلى الاسلام وأسلم فحرمت عليه الشاة ..
وعندما علم أهله باسلامهأسلموا هم أيضا فحرمت عليهم الشاة كذلك..
قالوا له :
س2 ما قولك فى رجل هرب له غلامفقال: هو حر ان أكلت طعاما حتى أجده .. فكيف المخرج له عما قال؟

قال :
ج2 يهبالغلام لبعض أولاده ثم يأكل ، ثم بعد ذلك يسترد ما وهب..

قالوا له :
س3 شرب مسلمانعاقلان حران الخمر .. يحد لأحدهما ولا يحد للآخر؟

قال :
ج3 إن أحدهما كان بالغاوالآخر كان صبيا..

قالوا له :
س4 لقيت امراتان غلامين .. فقالتا: مرحبا بابنيناوزوجينا وابنى زوجينا؟

قال :
ج4 إن الغلامين كانا ابنى المرأتين فتزوجت كل واحدةمنهما بإبن
صاحبتها .. فكان الغلامان ابنيهما وزوجيهما وابنىزوجيهما..

قالوا له :
س5 أخذ رجل قدح ماء يشرب فشرب نصفه حلالاً ، فحرم عليه بقيةما فى القدح؟
قال :
ج5 إن الرجل شرب نصف القدح ورعف (تساقط الدم الفاسد من انفه) فى الماء الباقى من القدح فاختلط الدم بالماء فصار محرما عليه..

قالوا له :
س6 زنىخمسة نفر بامرأة .. فوجب على أولهم القتل وثانيهم الرجم وثالثهم الحد ورابعهم نصفالحد وخامسهم لا شىء عليه؟

قال :
ج6 استحل الاول الزنا فصار مرتداً فوجب عليهالقتل..
والثانى كان محصناً (متزوجا.
والثالث كان غير محصن..
والربعكان عبداً..
والخامس كان مجنوناً..

قالوا :
س7 رجل صلٌى ولما سلم عن يمينهطلقت زوجته ، ولما سلم عن يساره بطلت صلاته ، ولما نظر إلى السماء وجب عليه دفع الفدرهم؟
قال :
ج7 لما سلم الرجل عن يمينه رأى شخصا تزوج هو (اى المصلى) امرأته فىغيبته فلما رآه حضر طلقت زوجته منه..
ولما نظر عن شماله رأى نجاسة فى ثوبه فبطلتصلاته..
ولما نظر الى السماء رأى الهلال وقد ظهر فى السماء وكان عليه دين ألفدرهم يستحق سداده فى أول الشهر من ظهور الهلال..
قالوا له:

س8 كان إمام يصلى معاربعة نفر فى مسجد ، فدخل عليهم رجل وصلى عن يمين الامام ، فلما سلم الامام عنيمينه ورأى ذلك الرجل وجب على الامام القتل وعلى الاربعة المصلين الجلد ووجب هدمالمسجد الى اساسه؟

قال :
ج8 إن الرجل القادم كانت له زوجة وسافر وتركها فى بيتأخيه ، فقتل ذلك الامام هذا الاخ وادعى ان المرأة كانت زوجة المقتول فتزوج منهاوشهد على ذلك الاربعة مصلون ، وأن المسجد كان بيتاً للمقتول فجعله الاماممسجدا..

قالوا له :
س9 أعطى رجل لأمرأته كيساً مملوءاً مختوماً وطلب اليها ان تفرغما فيه بشرط الا تفتحه أو تكسر ختمه أو تحرقه .. وهى إن فعلت شىء من ذلك فهىطالق؟
قال :
ج9 إن الكيس كان مملوءاً بالسكر او الملح وما على المرأة إلا أن تضعهفى الماء فيذوب ما فيه..
قالوا له :
س10 رأى رجل وامرأة غلامين فى الطريق فقبلاهماولما سئلا فى ذلك قال الرجل: أبى جدهما وأخى عمهما وزوجتى امرأة ابيهما..
وقالتالمرأة: أمى جدتهما وأختى خالتهما؟

قال :
ج10 إن الرجل كان أباً للغلامين والمرأةأمهما

قالوا له :
.. 11 -س
كان رجلان فوق سطح منزل فسقط أحدهما فمات فحرمت على الآخرامرأته؟
قال :

ج11 إن الرجل الذى سقط فمات كان مزوجاً ابنته من عبده الذى كانمعه فوق السطح .. فلما مات الرجل أصبحت البنت تملك ذلك العبد الذى هو زوجها فحرمتعليه..

إلى هنا لم يستطيع الرشيد الذى كان حاضرا تلك المساجلة إخفاء إعجابهمن ذكاء الشافعى وسرعة خاطره وجودة فهمه وحسن إدراكه ، وقال: لله در بنى عبد مناف .. فقد بينت فأحسنت وفسرت فأبلغت وعبرت فأفصحت ..

فقال الشافعى: أطال اللهعمر أمير المؤمنين إنى سائل هؤلاء العلماء فى مسألة .. فإن أجابوا فالحمد لله .. وإلا فأرجوا أمير المؤمنين أن يكف عنى شرهم ، فقال الرشيد: لك ذلك وسلهم ما تريد ياشافعى .. فقال الشافعى:

مات رجل عن 600 درهم فلم تنل أخته من هذه التركة إلادرهماً واحداً ، فكيف النظر فى توزيع التركة؟

فنظر العلماء بعضهم إلى بعضطويلاً ولم يستطع أحدهم الاجابة على السؤال وأخذ العرق يتصبب من جباههم ، ولما طالبهم السكوت قال الخليفة: قل لهم الجواب يا شافعى .. فقال الشافعى بعد أن تورط هؤلاءالعلماء حين أرادوا أن يفقدوه مكانته عند الخليفة لعلمه وتقواه:

مات هذاالرجل عن ابنتين وأم وزوجة واثنى عشر أخاً وأخت واحدة ..
فأخذت البنتان الثلثين وهو: 400 درهم..
وأخذت الأم السدس وهو: 100 درهم..
وأخذت الزوجة الثمن وهو: 75 درهم..
وأخذ الاثنا عشر أخا 24 درهم..
فبقى درهم واحد أخذتهالأخت...
فتبسم الرشيد وقال: أكثر الله فى أهلى منك وأمر له بألفى دينارفتسلمها الشافعى ووزعها على خدم القصر وحاشيته0

إثبات الصفات الفعلية الاختيارية لله عز وجل

إثبات الصفات الفعلية الاختيارية لله عز وجل
يهمنا هنا في البداية أن نذكر لكم بصورة مختصرة الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة في عقيدة الأسماء والصفات وأقوالهم للتذكير بمواقفهم التي خالفوا فيها عقيدة السلف في الأسماء والصفات حتى يتبين بعد ذلك كيف إن أهل السنة والجماعة قد تبينوا وتميزوا عنهم بإثباتهم الصفات الخبرية والفعلية الاختيارية لله تعالى 0
1- الجهمية : قد عرفنا أنهم يقولون بنفي الأسماء والصفات جميعا ويوافقهم على ذلك كثير من الفلاسفة والباطنية وغيرهم ويصفون الله بالسلوب والإضافات فقط 0
2- المعتزلة : يثبتون الأسماء وينفون جميع الصفات وعندهم الله سميع بلا سمع بصير بلا بصر عليم بلا علم قدير بلا قدرة وهكذا طريقتهم 0
3- الأشاعرة يقولون بإثبات الأسماء وبعض الثبات فقط ويؤولون البقية على اختلاف بينهم في ذلك أو يفوضون 0
4- المشبهة والممثلة : يثبتون الصفات لكنهم يجعلونها من جنس صفات المخلوقين تعالى الله تعالى عن قولهم جل ّ عن الشبيه والمثيل 0
5- المفوضة : يقولون المراد بالصفات مايليق بالله أو أمورا أخرى ولهذا هم يتوقفون فيها ويقتصرون على تلاوة القران وقراءة الحديث لاغبر 0
6- غلاة الباطنية : قالوا أن أثبتنا الصفات شبهنا الله بالموجودات وأن نفيناها شبهناه بالمعدومات ثم قالوا لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت يقولون نسلب عنه النقيضين 0

أهل السنة والجماعة وإثباتهم للصفات لله عز وجل

أن أهل السنة والجماعة عقيدتهم كما تقدم في موضوع سابق يثبتون لله تعالى الأسماء والصفات كلها كما أخبر الله عن نفسه وأخبر بذلك نبيه صلى الله عليه وسلم وقد فصلت في هذا فيما تقدم ذكره واليوم سأذكر إن شاء الله تعالى إثباتهم للصفات الفعلية الاختيارية لله عز وجل 0
من هدي السلف رحمهم الله أنهم لا يتجاوزون الكتاب والسنة الصحيحة فأثبتوا لله عز وجل الصفات الفعلية الاختيارية القائمة به سبحانه وتعالى من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل ( وقد وضحت سابقا المقصود بهذه المصطلحات راجعها )
وقالوا بأن الله لم يزل ولا يزال فعالا لما يريد 0
وأنه يفعل ما يشاء وهو على كل شيء قدير 0
وهذا هو الأصل العظيم الذي عليه أهل السنة والجماعة توافرت وتضافرت في الدلالة عليه أدلة الكتاب والسنة وإجماع السلف والعقل الصحيح 0
ومن هذه الأدلة التي في القرآن وذكرها الإمام أحمد في الرد على الجهمية وأبو بكر الخلال في كتاب السنة 0

قوله تعالى "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " البقرة (186)


وهذه صفة إجابة الدعاء


وقوله تعالى :


" إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " البقرة (174 صفة الكلام
كذلك قوله تعالى "الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا " الفرقان (59
صفة الاستواء
وقوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
"قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" المجادلة (1
صفة السمع0
وفي القرآن الكريم مواضع كثيرة غير ماذكرناه تدل على هذا الأصل العظيم في أدلة إثبات الصفات لله تعالى 0

أما أدلة السنة على هذا الأصل اخترنا مايلي :
إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها
و رجله التي يمشي عليها ، و إن سألني لأعطينه و لئن استعاذتي لأعيذنه ، و ما
ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن ، يكره الموت و أنا أكره
مساءته " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 184 : صحيح 0
: هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب . وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) ) . صحيح . أخرجه مالك ( 1 / 192 / 4 ) وعنه البخاري ( 1 / 217 ) وكذا مسلم ( 1 / 59 ) وأبو عوانة ( 1 / 26 ) وأبو داود ( 39
إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله 000 ) رواه البخاري ومسلم
" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح " . رواه مسلم
وعن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة " . متفق عليه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم0
وأحاديث كثيرة في هذا المقام
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يضحك الله تعالى إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة : يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد "( متفق عليه )
ومن آثار السلف وأقوالهم :
لقد ثبت عن السلف في هذا المقام مايطول ذكره وذكر شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله في درء التعارض 1/ 250 كثيرا من المقولات عن السلف في هذا الباب العظيم جدير منا أن ننقل بعضه للفائدة ولصلته بالموضوع : قال رحمه الله :
"وكلام السلف والأئمة ومن نقل مذهبهم في هذا الأصل كثير يوجد في كتب التفسير والأصول
قال إسحاق بن راهويه : حدثنا بشر بن عمر : سمعت غير واحد من المفسرين يقول : الرحمن على العرش استوى : أي ارتفع
وقال البخاري في صحيحه : ( قال أبو العالية استوى إلى السماء : ارتفع ) قال : ( وقال مجاهد : استوى : علا على العرش )
وقال الحسين بن مسعود البغوي في تفسيره المشهور : ( وقال ابن عباس وأكثر مفسري السلف : ( استوى إلى السماء : ارتفع إلى السماء ) وكذلك قال الخليل بن أحمد
وروى البيهقي في كتاب الصفات قال : ( قال الفراء : ثم استوى أي صعد قاله ابن عباس وهو كقولك للرجل : كان قاعدا فاستوى قائما )
وروى الشافعي في مسنده عن أنس رضي الله عنه [ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن يوم الجمعة : وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش ]
والتفاسير المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين مثل تفسير محمد بن جرير الطبري وتفسير عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بدحيم وتفسير عبد الرحمن بن أبي حاتم وتفسير أبي بكر بن المنذر وتفسير أبي بكر عبد العزيز و تفسير أبي الشيخ الأصبهاني وتفسير أبي بكر بن مردويه وما قبل هؤلاء التفاسير مثل تفسير أحمد بن حنبل و إسحاق بن إبراهيم و بقي بن مخلد وغيرهم ومن قبلهم مثل تفسير عبد بن حميد وتفسير سنيد وتفسير عبد الرازق و وكيع بن الجراح فيها من هذا الباب الموافق لقول المثبتين مالا يكاد يحصى وكذلك الكتب المصنفة في السنة التي فيها آثار النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة التابعين0 "
وفي نفس المرجع 1/ 243
قال أيضا رحمه الله :
"دلالة السمع على أفعال الله تعالى
ونحن ننبه عى دلالة السمع على أفعال اله تعالى الذي به تنقطع الفلاسفة الدهرية ويتبين به مطابقة العقل للشرع
ولا ريب أن دلالة ظاهر السمع ليس فيها نزاع لكن الذين يخالفون دلالته يدعون أنها دلالة ظاهرة لا قاطعة والدلالة العقلية القاطعة خالفتها فأصل الدلالة متفق عليه فنقول : معلوم بالسمع اتصاف الله تعالى بالأفعال الاختيارية القائمة به كالاستواء إلى السماء والاستواء على العرش والقبض والطي والإتيان والمجيء والنزول ونحو ذلك بل والخلق والإحياء والإماتة فإن الله تعالى وصف نفسه بالإفعال اللازمة كالاستواء وبالأفعال المتعدية كالخلق والفعل المتعدي مستلزم للفعل اللازم فإن الفعل لا بد له من فاعل سواء كان متعديا إلى مفعول أو لم يكن والفاعل لا بد له من فعل سواء كان فعله مقتصرا عليه أم متعديا إلى غيره والفعل المتعدي إلى غيره لا يتعدى حتى يقوم بفاعله إذ كان لا بد له من الفاعل وهذا معلوم سمعا وعقلا
أما السمع فإن أهل اللغة العربية التي نزل بها القرآن بل وغيرها من اللغات متفقون على أن الإنسان إذا قال : ( قام فلان وقعد ) وقال : ( أكل فلان الطعام وشرب الشراب ) فإنه لا بد أن يكون في الفعل المتعدي إلى المفعول به ما في الفعل اللازم وزيادة إذ كلتا الجملتين فعلية وكلاهما فيه فعل وفاعل والثانية امتازت بزيادة المفعول فكما أنه في الفعل اللازم معنا فعل وفاعل ففي الجملة المتعدية معنا أيضا فعل وفاعل وزيادة مفعول به
ولو قال قائل : الجملة الثانية ليس فيها فعل قائم بالفاعل كما في الجملة الأولى بل الفعل الذي هو ( أكل ) و ( شرب ) نصب المفعول - من غير تعلق بالفاعل أولا - لكان كلامه معلوم الفساد بل يقال : هذا الفعل تعلق بالفاعل أولا كتعلق ( قام وقعد ) ثم تعدى إلى المفعول ففيه ما في الفعل اللازم وزيادة التعدي وهذا واضح لا يتنازع فيه اثنان من أهل اللسان
فقوله تعالى : { هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش } ( الحديد : 4 ) تضمن فعلين : أولهما متعد إلى المفعول به والثاني مقتصر لا يتعدى فإذا كان الثاني - وهو قوله تعالى : { ثم استوى } - فعلا متعلقا بالفاعل فقوله ( خلق ) كذلك بلا نزاع بين أهل العربية ولو قال قائل : ( خلق ) لم يتعلق بالفاعل بل نصب المفعول به ابتداء لكان جاهلا بل في ( خلق ) ضمير يعود إلى الفاعل كما في ( استوى )

وأما من جهة العقل : فمن جوز أن يقوم بذات الله تعالى فعل لازم به كالمجيء والاستواء ونحو ذلك لم يمكنه أن يمنع قيام فعل يتعلق بالمخلوق كالخلق والبعث والإماتة والإحياء كما أن من جوز أن تقوم به صفة لا تتعلق بالغير كالحياة لم يمكنه أن يمنع قيام الصفات المتعلقة بالغير كالعلم والقدرة والسمع والبصر ولهذا لم يقل أحد من العقلاء بإثبات أحد الضربين دون الآخر بل قد يثبت الأفعال المتعدية القائمة به كالتخليق من ينازع في الأفعال اللازمة كالمجيء والإتيان وأما العكس فما علمت به قائلا
وإذا كان كذلك كان حدوث ما يحدثه الله تعالى من المخلوقات تابعا لما يفعله من أفعاله الاختيارية القائمة بنفسه وهذه سبب الحدوث والله تعالى حي قيوم لم يزل موصوفا بأنه يتكلم بما يشاء فعال لما يشاء وهذا قد قاله العلماء الأكابر من أهل السنة والحديث ونقلوه عن السلف والأئمة وهو قول طوائف كثيرة من أهل الكلام والفلسفة المتقدمين والمتأخرين بل هو قول جمهور المتقدمين من الفلاسفة " انتهى كلامه رحمه الله0

الشتاء وأحكام الطهارة والصلاة

الشتاء وأحكام الطهارة والصلاة
الحمد الله فاطر السموات والأرض خالق الليل والنهار لا تدركه الإسماع ولا الأبصار سبحانه من اقتضت حكمته سبحانه تغير الفصول والأحوال لقوله تعالى (نَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ [ البقرة :164]
وقوله تعالى( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لوالى الألباب ) [ آل عمران :190] وقوله تعالى ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ) [فصلت : 53]
احمده سبحانه واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واصلي واسلم على خير الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى اله وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم إلى يوم الدين .
أما بعد : فإن من آيات الله الكونية حدوث الفصول الأربعة بقدرته سبحانه وتعالى ويختلف كل فصل في أحواله المناخية وما يترتب عليه من أحوال معاشية ، والحرارة والبرودة علقها الله بآية عظيمة من مخلوقاته ألا وهي الشمس ، وهي تطلع كل يوم من مطلع وتغرب من مغرب ومع اختلاف مطالعها ومغاربها كل يوم وحرارتها لا تتغير بذاتها في كل وقت وكل فصل منذ أن خلقها الله إلى أن يشاء ربها لكن التغير لذي يحدث ويلمسه الإنسان وله اثر عليه وعلى الحيوان و النبات إنما هو بحسب سقوط أشعة الشمس ودرجة زاوية السقوط من العمودية إلى الميلان تجعل المكان حارا أو معتدلا أو باردا ولهذا اختلفت المواقع والبلدان والأيام واختلفت معها مظاهر الحياة لمناخية والنباتية وغيره على سطح الأرض .
وفصل الشتاء من فصول العام المتغير بانخفاض درجات الحرارة فيه وهو فصل ينشئ الله فيه الرياح التي تسوق السحب بإذنه تعالى فتسقط أمطاراً وربما ثلوجا و برداً في أماكن معينة من الأرض ويكون فصل جاف في مناطق أخرى من الأرض يقول الله تعالى ( انزل الله من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابيا ...) ] الرعد 17 [ وقوله تعالى ( الم ترى أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ) ] النور الآية 43[
أولاً : الطهارة
1- الأجر على قدر المشقة
تتغير درجات الحرارة في فصل الشتاء بمشيئة الله ويصبح الهواء بارداً و ويبرد اليابس والماء بدرجات متفاوتة قبل طلوع الشمس وبعدها وتزيد مشقة الوضوء ويزيد معه الأجر لقوله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث كفارات ... وإسباغ الوضوء في السبرات. وقال المناوئ في(القدير 3/307) السبرات هي شدة البرد.
وعن عثمان رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((من توضأ لصلاة وأسبغ الوضوء ... غفر الله له ذنوبه)) [رواه مسلم وغيره رقم232]
وعن علي رضي الله عنه قال: إسباغ الوضوء على المكاره وأعمال الأقدام إلى المساجد يغسل الخطايا غسلا )[صحيح الترغيب للألباني في [ 6/82]
ودلت أحكام الشتاء في السنة المطهرة على الترغيب في إسباغ الوضوء وانه مأمور به شرعاً مطلقاً كما في قوله صلى الله عليه وسلم (أسبغو الوضوء ) الذي[ رواه مسلم رقم24 عن عبدا لله بن عمرو بن العاص ] ويزداد الأجر عند البرد والمشقة التي تحصل للمسلم خاصة فيمن لا يجد ما يسخن به ماء الوضوء البارد سواء كان في المنازل أو المساجد 0
وأما من حيث ما هو المقصود بإسباغ الوضوء الذي ورد في الأحاديث المتقدمة : فهو إتمامه على الأعضاء تامً كاملاً وزيادة على مقدار الواجب وثوب سابغ واسع .[ انظر جامع الأصول 7/69 لابن الأثير ]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه (حُجبت النار بالشهوات وحُجبت الجنة بالمكاره ) [ متفق عليه البخاري 11/274 ومسلم 282] وفي رواية مسلم من حديث انس رضي الله عنه : ((حفت الجنة بالمكاره ...)) [ صحيح الجامع رقم3147]
2- وله أن يسخن الماء ولا حرج :
ذهب بعض العلماء إلى كراهية التطهر من الماء الذي سخن من حرارة الشمس واستدلوا بأحاديث ضعيفة لا تصح وذهب علماء آخرون إلى عدم كراهية ذلك سواء سخن الماء بالشمس أو بالسخانة الكهربائية أو ما نحوه .[نظر تلخيص الحبير للحافظ ابن حجر ص20-22إروا الغليل للألباني رقم 16]
فمن لم يقدر على استعمال الماء البارد فلا حرج من تسخينه للماء هذا ما أفتى به كثيراً من اهل العلم ان تسخين الماء لدفع برده ليقوى على العبادة لا يمنع من حصول الثواب المذكور 0
3- تنشيف الأعضاء عند الوضوء
يحسن الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة رقم [2099] ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : انه كان له خرقة ينشف بها بعد الوضوء .
فقد روى البخاري ومسلم من حديث ميمونة رضي الله عنها في غسل النبي صلى الله عليه وسلم من الجنابة ، وفيه... ثم أتيته بالمنديل فرده[ البخاري رقم(259)ومسلم (317)(37)] قال البخاري (يعني لم يتمسح) نقله ابن حجر في فتح الباري [372] وقال الحافظ ابن حجر أيضاً في الفتح [1/263] واستدل بهذا على كراهية التنشيف بعد الغسل ولا حجة فيه لأنها واقعة حال يتطرق إليها الاحتمال فيجوز ان يكون عدم الأخذ لأمر آخر لا يتعلق بكراهية التنشيف بل الأمر يتعلق بالخرقة أو لكونه مستعجلا أو غير ذلك . [انظر بقية الأقوال التي تم تقلها من أحكام الشتاء في السنة المطهرة ص18-20 علي حسن عبدالحميد الحلبي ]
3- وإذا خاف على نفسه حصول مرض من البرد الشديد له ان يتيمم:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله [ الشرح الممتع 1/318/319] فإذا تضرر بدنه في استعمال الماء صار مريضاً يدخل في عموم قوله تعالى ( وان كنتم مرضى او على سفر ) [ المائدة 6] كما لو كان في أعضاء وضوئه قروح او في بدنه كله عند الغسل قروح وخاف ضرر بدنه فله ان يتيمم وكذا لو خاف البرد فانه يسخن الماء فان لم يجد ما يسخن به تيمم لأته خشي على بدنه من الضرر وقد قال تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيماً) [النساء 29] واستدل عمرو بن العاص رضي الله عنه بهذه الآية على جواز التيمم عند البرد إذا كان عليه غسل [ أخرجه البخاري معلقاً في كتاب التيمم / باب إذا خاف الجنب على نفسه المرض 1/130]
وهل يعيد الصلاة الصحيح من الأقوال في هذه المسالة انه لا يعيد الصلاة .
4- المسح على الخفين والجوربين :
وإذا احتاج المسلم لتسخين قدميه من شدة البرد أو نحوه في سفر أو حضر له ان يلبس خفاف جلدية او جوارب صوفية أو قطنية فقد تواترت أحاديث المسح وقد اشتهر جواز المسح على الخفين عند علماء الشريعة حتى عد شعارا لأهل السنة والجماعة وعد إنكاره شعارا لأهل البدع [ ابن دقيق العيد (الأحكام ) 1/13 من أحكام الشتاء في السنة المطهرة ص22]
وان يراعى في المسح الوقت فالمقيم يوم وليلة وللمسافر ثلاث أيام بلياليها .
والمسح يكون أعلى الخف أو الجوارب ولا يشترط له كيفية معينة ولا يخلع من انتقاض وضؤ (حدث اصغر ) أو نوم أو بول أو غائط إلا في جنابة وقد دل حديث صفوان بن عسال رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا في سفر ان لا ننزع جفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم ) ] أخرجه النسائي رقم ( 127 ) والترمذي ( 96 ) وابن خزيمة ( 131 ) وأنظر المشكاة للألباني رقم ( 510 ) [
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في ] مجموع فتاوي ابن عثيمين 15817[
عما ذهب إليه بعض العلماء من جواز المسح على كل ما لبس على ( الرجل ) ؟ فأفتى رحمه الله بالجواز وعدّّة القول الصحيح ، ذلك لأن النصوص الواردة في المسح على الخفين مطلقة غير مقيدة بشرط ، وما ورد في الشارع مطلقاً فإنه لا يجوز إلحاق شروط به ... )
ولا بد أن يلبس الخف أو الجوارب على طهارة مع ضرورة التقيد بالتوقيت للمقيم والمسافر ولا عبرة في عدد الصلوات . وقال النووي إن لبس محدثاً لم يجزئه المسح إجماعاً . والحكم يشمل الخفاف والجوارب المخرقة على القول الصحيح للرجال والنساء تيسيراً على المسلمين . ولا ينزَّل حكم الجوارب على لبس قفازات الأيدي الصوفية أو البلاستيكية أو غيرها للأيدي والله أعلم .
ثانياً : الصلاة
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اشتكت النار إلى ربها فقالت يا رب أكل بعضي بعضاً فإذن لها في نفسين ، نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف ، فأشد ما تجدون من الحر من سمومها وأشد ما تجدون من البرد من زمهريرها ) والزمهرير : شدة البرد .
1) أشد الأوقات في الصلاة :
ان أشد ما تكون المشقة في أدى صلاة ( العصرين ) خاصة في أيام الشتاء لهذا أوصى النبي صلى اله عليه وسلم بأدائها في جماعة لما في أدائها من عظيم الأجر فقال صلى الله عليه وسلم : ( حافظ على العصرين صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها ) ] متفق عليه وأخرجه أبو داود والحكم أنظر صحيح الجامع رقم 3122 [
وبشر النبي صلى الله عليه وسلم المشاءين في الظلم يوم القيامة كما في ] أبي داود37911[ وغيره بالنور التام يوم القيامة .
فإن استطعت أن تخرج في هذه الأوقات مع شدة البرد إلى المسجد فأفعل فإن الأجر على قدر المشقة .
2) ويمكن الجمع بين الصلاتين :
أخرج مسلم في صحيحه ]رقم 750 رقم 49 [ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال " ( صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً في غير خوف ولا سفر ) وفي هذا ثبوت مشروعية الجمع بين الصلاتين والمسألة فيها خلاف وأقوال يمكن أن ترجع لشرح صحيح مسلم ] 219/5 [ وفتح الباري ( 2412 ) ومجموع الفتاوى لأبن تيميه ( 24/77 ) ونقل الشيخ على حسن عبدالحميد أقوال هذه المسألة في كتابه ( أحكام الشتاء في السنة المطهرة من صفحة 45 – 94 .
3) الصلاة في النعال :
والصلاة في النعال من السنة ومن التيسير الذي رخص فيه الشرع :
قال : سعيد بن يزيد الأزدي سألت أنسا بن مالك رضي الله عنه : أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه ؟
قال : نعم . ] أخرجه البخاري [
وجاء عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : رأيت رسول الله صلى الله وسلم يُصلي حافياً ومتنعلاً . ] المشكاة ( رقم 769 ) [
4) تغطية الفم والسدل واشتمال الصّما :
التلثم الذي يفعله اتقاء البرد أو غيره جاء في المشكاة للألباني [ رقم (764)] ان النبي صلى الله عليه وسلم : نهى عن السدل في الصلاة وان يغطي الرجل فاه ) [ رواه أبو داود رقم (643) والترمذي (478) ]
والسدل اختلف أهل العلم في معناه : وقال ابن الأثير في النهاية [7413] : هو ان يلتف بثوبه ويدخل يديه من الداخل ويركع ويسجد وهو كذلك . وهذا مطرد في القميص وغيره من الثياب )
أما اشتمال الصماء فقد ثبت في البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن اشتمال الصّما) [ البخاري رقم 367]
ويرى بعض أهل العلم ان السدل هو نفسه اشتمال الصّما ويرى آخرون خلاف ذلك ويخصون السدل / بأنه إسبال الرجل ثوبه من غير ان يضم جانبيه بين يديه فان ضمه فليس بسدل [ نقله ابن الأثير في غريب الحديث 3/482] عن القاسم بن سلام ]
أما اشتمال الصّما الثوب ليس فيه أكمام ولا منافذ كالبرنس يلبس على الجسد كله ) [ انظر نيل الاوطار 2/85 للشوكاني ]
والنهي سوا كان في الشتاء أو غيره [ وانظر الدراري المضيئة 192]
5) صلاة الليل في الشتاء :
ولان ليل الشتاء طويل فقد نقل عن السلف رحمهم الله أنهم يستبشرون بالشتاء لطول ليله للقيام والمناجاة في الثلث الأخير من الليل . ويحيون هذا الليل الطويل في عبادة ربهم ] أنظر حلية الأولياء لأبي نعيم وغيرها من كتب التراجم[
بقلم الفقير إلى الله صاحب الموضوع

إطعام المسكين والمسح على راس اليتيم يصلح القلب السقيم

في فضل المسح على رأس اليتيم وإطعام المسكين قال نبينا محمد صلي الله عليه و سلم :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال : « إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المساكين وامسح رأس اليتيم ).
وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال : « امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين ). 
ومنه ايضا : عن أبي الدرداء قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكوقسوة قلبه قال : « أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك : ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك .
عن عبد الله بن جعفر قال : لورأيتني وقُثم وعبيد الله ابني عباس ونحن صبيان نلعبُ إذ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على دابة فقال : « ارفعوا هذا إلي »، فجعلني أمامه، ثم قال لقُثم: « ارفعوا هذا إلي »، فجعله وراءه، وكان عبيد الله أحب إلى عباس من قثم، فما استحى من عمه أن حمل قُثماً وتركه، قال : ثم مسح على رأسي ثلاثاً، وقال كلما مسح : « اللهم اخلف جعفراً في ولده » قال : قلت لعبدالله: ما فعل قُثم ؟ قال : استشهد، قلت : الله أعلم بالخير ورسوله بالخير، قال : أجل). 
ما ا أحوجنا أيها الأخوة لهذا العلاج الرباني الذي وصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهذا الرجل الذي يعاني من قسوة قلبه 0
قال ابن القيم رحمه الله في الفوائد (ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله خلقت النار لاذابة القلوب القاسية0000 ) وكيف تعرف قسوة القلب اذا قسي القلب قحطت العين ومن ماذا تقسى القلوب ؟قال ابن القيم :من أربعة أشياء اذا جاوزت قدر الحاجة الأكل والنوم والكلام والمخالطة0
أسأل الله ان ينفعني وينفع به إخواني المسلمين0
[/

الإمام الكندي المشهور أحد رواة مذهب الشافعي ] [حرملة بن يحي بن عبد الله التجيبي


الإمام الكندي المشهور أحد رواة مذهب الشافعي ]
[حرملة بن يحي بن عبد الله التجيبي
أبو حفص المصري ولد سنة 166 هجرية وتوفى سنة 243 هجرية ، أحد رواة مذهب الشافعي أحد الحفاظ المشاهير من أصحاب الشافعي وكبار رواة مذهبه الجديد قال الشيخ أبو إسحاق كان حافظاً للحديث وصنف المبسوط والمختصر وقال ابن يونس: كان أعلم الناس بحديث ابن وهب ونظر إليه أشهب فقال: هذا خير أهل المسجد ولد سنة ست وستين ومائة ومات في شوال سنة ثلاث وقيل: أربع وأربعين ومائتين والتجيبي نسبة إلى تجيب بتاء مثناة من فوق مضمومة وقيل: مفتوحة ثم جيم مكسورة بعدها مثناة من تحت ثم باء موحدة وهي قبيلة كندية نزلت مصر.
قال السبكي في طبقاته : وروى عن الشافعى وعبد الله بن وهب وأيوب بن سويد الرملى وبشر بن بكر التنيسى وسعيد بن أبى مريم وغيرهم0روى عنه مسلم وابن ماجة وغيرهما
وكان من أكثر الناس رواية عن ابن وهب0
قال أبو عمر الكندى: لم يكن بمصر أحد أكتب منه عن ابن وهب وذلك لأن ابن وهب أقام فى منزلهم سنة وستة أشهر مستخفيا من عباد لما طلبه يوليه قضاء مصر
وعن حرملة عادنى ابن وهب من رمد أصابنى وقال لى يا أبا حفص إنه لا يعاد من الرمد ولكنك من أهلى0
وعن أحمد بن صالح المصرى صنف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث عند بعض الناس منها النصف يعنى نفسه وعند بعض الناس الكل

الزِّنَا وَالرِّبَا اخوة

الزِّنَا وَالرِّبَا اخوة

الزنا والربا من اكبر الكبائر الموجبة للنار والعياذ بالله وكثيرا مايكونا متلازمتان اقترافهما فتجد المرابي لايتنزه كثيرا عن الزنا والسيئة تأتي بسيئة أخرى مثلها أو أكبر منها جاء في َالطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ : قوله صلى الله عليه وسلم { مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا بِبَاطِلٍ لِيَدْحَضَ بِهِ حَقًّا فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .وَمَنْ أَكَلَ دِرْهَمًا مِنْ رِبًا فَهُوَ مِثْلُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً وَمَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ } .
وجاء عند َالْبَيْهَقِيُّ : { إنَّ الرِّبَا نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ بَابًا أَهْوَنُهُنَّ بَابًا مِثْلُ مَنْ أَتَى أُمَّهُ فِي الْإِسْلَامِ ، وَدِرْهَمٌ مِنْ رِبَا أَشَدُّ مِنْ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً } الْحَدِيثَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ } .
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : { نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُشْتَرَى الثَّمَرَةُ حَتَّى تَعْظُمَ } .
وَقَالَ : { إذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا فِي قَرْيَةٍ فَقَدْ أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عَذَابَ اللَّهِ } .
وَأَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ ذَكَرَ حَدِيثًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيهِ : { مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الزِّنَا وَالرِّبَا إلَّا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عَذَابَ اللَّهِ } .
فمن هذه النصوص وغيرها تجد تلازم الزنا والربا هاتين المعصيتين والكبيرتين من كبائر الذنوب ثم تجد عقوبتهما الخراب للبيوت والمساكن ومحق للذرية والبركة والعذاب الشديد في الدنيا والآخرة 
و جاء عند َأَحْمَدُ فِي حَدِيثٍ ، طَوِيلٍ وَابْنُ مَاجَهْ مُخْتَصَرًا وَالْأَصْبَهَانِيّ : { رَأَيْت لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي لَمَّا انْتَهَيْنَا إلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَنَظَرْت فَوْقِي فَإِذَا أَنَا بِرَعْدٍ وَبُرُوقٍ وَقَوَاصِفَ ، قَالَ : فَأَتَيْت عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ فِيهَا الْحَيَّاتُ تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ .قُلْت يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ قَالَ هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا }
قال الله تعالى " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ " 
ولأن الزنا أخا للربا تجد أن عقوبتهما في الدنيا قبل الاخرة ومن ذلك انتشار كثير من الأمراض وهي غضب ربك للمتبع لشهواته الذي يمارس الزنا.... فلا بد أن تعرف وتقتنع بهذا الذنب وأنت تعلم بأن ذلك من الكبائر فممارسه الجنس الحرام وأكل المال الحرام يأتيان بأمراض عدة ولن تجد بعد ذلك علاجا لأنهما غضبا وحربا من الله تعالى ويتحول صاحبهما في آخر أيامه كمن يعيش حياة غير مستقرة وتتحول حياته لجحيم لا يطاق علاوة على خراب القرى والذرية ومحقها هذا في الدنيا ناهيك عن عذاب البرزخ ويوم الحساب نسال الله السلامة يا أخوة المبادرة المبادرة بالتوبة والندم على مافات0

بقلم وإعداد العبد الفقير لله تعالى أبو صلاح

أطول آية في القرآن الكريم 000 في المعاملات

أطول آية في القرآن الكريم 000 في المعاملات


قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

آية لعن القاتل للمؤمن عمداً

آية لعن القاتل للمؤمن عمداً 
يقول الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }[النساء:93] 
ذكر القرطبي عند تفسيره لهذه الآية :
حديث عبد الله بن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ) وجاء أيضاً :( أول ما يحاسب به العبد الصلاة وأول ما يقضى بين الناس في الدماء ) 
وروى إسماعيل بن إسحاق عن نافع بن جبير بن مطعم عن عبد الله بن عباس أنه سأله سائل فقال : يا أبا العباس ، هل للقاتل توبة ؟ فقال له ابن عباس كالمتعجب من مسألته : ماذا تقول ! مرتين أو ثلاثة . ثم قال ابن عباس ويحك : أنى له توبة ! أسمعت نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم يقول :( يأتي المقتول معلقاً رأسه بإحدى يديه ملبياَ قاتله بيده الأخرى تشخب أوداجه دماً حتى يوقفا يقول المقتول لله سبحانه وتعالى رب هذا قتلني فيقول الله تعالى للقاتل تعست ويذهب به إلى النار ) .
وقال القرطبي أيضاً : وقد أجمعوا على أن الآية نزلت في مقيس بن ضبابة وقصته ذكرها بعض المفسرين وهذا الخبر أخرجه الطبري في تفسيره برقم 10191 عن عكرمة مرسلاً ، أخرجه الواحدي في أسبابه رقم 344 من طريق الكلبي عن ابن عباس مرفوعاً ، والكلبي متهم (انظر الدر المنثور 2/349( النساء 93 )

هذه صورة الكتاب (اللعن ) الذي ألفته وتم نشره عن دار الإيمان بالأسكندرية عام2008م الطبعة الأولى

لعن المرتشي

لعن المرتشي
والرشوة من أخذ أموال الناس بالباطل : لقوله تعالى : {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة ::188 ]
والرشو ة قال أهل العلم تدخل في المال السُحت المحرم المنهي عنه كما قال تعالى : { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْت...} الأية [ المائدة : 41-42 ] ولقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي وأبى داود وغيره وصححه الألباني – كما تقدم – عن عبدالله بن عمرو – رضي الله عنهما - : قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الراشي والمرتشي ) وجاء في حديث عنه ذكره صاحب مجمع الزوائد (4/199 ) والترغيب والترهيب (3/180) عن النبي صلى الله عليه وسلم قا ل : ( الراشي والمُرتشي في النار ) 
الراشي والمرتشي والرائش كلهم ملعونون عند الله ورسوله

مسألة : هل يجوز لعن أصحاب المعاصي من المؤمنين غير المعينين ؟

مسألة : هل يجوز لعن أصحاب المعاصي من المؤمنين غير المعينين ؟
نعم يجوز لأن الله لعن الظالمين بقوله تعالى : {أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} هود :18 
والعصاة هم من ظلم نفسه كما تقدم ، ويستر الله سبحانه وتعالى المؤمن يوم القيامة بعد ما يقرره بذنوبه ويقول له : إني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناته ، وأما الكفار والمنافقون فيقول تعالى : { وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} الآية .
وثبت في الأحاديث الصحيحة أن رسول الله  لعن أجناس من عصاة المؤمنين لإرتكابهم معاصي استحقوا بها اللعنة . كما ثبت أنه  قال : ( لعن الله الواصلة والمستوصلة ) وأنه قال : ( لعن الله آكل الربا ) وقوله :( لعن الله من لعن والديه ) وغيرها من الأحاديث التي تقدم ذكرها في هذا الباب وبهذا فإنه من الجائز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين كما دلّت عليه نصوص الكتاب والسنة والإجماع .

بيان السور التي ذكر فيها اللعن والآيات وأرقامها الملعونون في القرآن

بيان السور التي ذكر فيها اللعن والآيات وأرقامها
الملعونون في القرآن
جاء ذكر اللعن في آيات كثيرة في كتاب الله تعالى بصيغ متعددة وهي 
لَعَنَ ـ لعَنَتْ ـ لعناً ـ لعناهم ـ لعنةُ ـ لعنهم ـ نلعنهم ـ يلْعن ـ يلعنهم ـ ألعنهم ـ لُعن ـ لُعنوا ـ لعناً ـ لعْنةٌ .ـ لعنتي ـ اللاعنون ـ ملعونين ـ الملعونة .
بيان السور التي ذكر فيها اللعن والآيات وأرقامها

[السورة الآيات السورة الآيات
البقرة 88 ، 89 ، 159 ، 159 ، 159 ، 161 آل عمران 61 ، 87
النساء 46 ، 47 ،47 ، 52 ، 52 ، 93 ، 118 المائدة 13 ، 60 ، 64 ، 78
الأعراف 38 ، 44 التوبة 68
هود 18 ، 60 ، 99 الرعد 25
النور 7 ، 23 العنكبوت 25
الأحزاب 57 ، 61 ، 64 , 68 ص 78
غافر 52 محمد 23
الفتح 6 

أعمال واقوال تجلب لصاحبها اللعن الملعونون في ضوء الكتاب والسنة

أعمال واقوال تجلب لصاحبها 
اللعن
الملعونون في ضوء الكتاب والسنة

الَ عَ نَ ( اللعن )[/ الطرد والإبعاد من الخير وبابه قطع ، و( اللعنة ) الاسم والجمع ( لعان ) و( لعنات ) والرجل ( لعين ) و( ملعون ) والمرأة ( لعين ) أيضاً.
والملاعنة و(اللعان ) المباهلة و( الملعنة ) قارعة الطريق ومنزل الناس ، وفي الحديث ( اتقو الملاعن ) يعني عند الحدث ورجل ( لُعْنة ) ، يلعن الناس كثيراً ، و( لعنة ) بالسكون ، يلعنه الناس . أهـ 
وجاء في المعجم الوسيط :
لعنه الله ـ لعناً : طرده وأبعده من الخير .
فهو ملعون (ج) ملاعن ، ورجل لعين وامرأة لعين ، فإذا لم تذكر الموصوفة قلت : لعينة ، يقال لعنت : لعنتُ الكلب أوالذئب : طردته .
وفلان عيَّره .. قيل له عليك لعنة الله .
ويقال لعن نفسه ، وفلان سبه وأخزاه فهو لاعن ولعان .
لاعن الرجل زوجته ملاعنة .ولعاناً برأ نفسه باللعان من حد قذفها بالزنى والحاكم قضى بينهما بالملاعنة .
لعَّنه : أكثر من لعنه .
التعن القوم : لعن بعضهم بعضاً .
( اللاعن ) يقال أمر لاعن : جالب للعن وباعث عليه ، وفي الحديث : ( اتقوا اللاعنين ) في النهي عن التغوط في طريق الناس أو ظلهم .
اللعان في الشريعة : أي يقسم الزوج أربع مرات على صدقه في قذف زوجته بالزنى ، والخامسة باستحقاقه لعنة الله إن كان كاذباً ، وبذا يبرأ من حد القذف . ثم تقسم الزوجة أربع مرات على كذبه والخامسة باستحقاقها غضب الله إن كان صادقاً من حد الزنى .
اللعن : أبيت اللعن : كلمة كانت العرب تنحي بها ملوكها في الجاهلية فتقول للملك : أبيت اللعن ، أن تأتي ما تلعن به وعليه ، واللعنة العذاب 
واللعنة يقال عنها أصابته لعنة من السماء ، أي عذاب ، جمع ذلك لعان ولعنات .
وجاء في تهذيب اللغة قال الله تعالى : { بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ }[البقرة:88]
قال أهل اللغة : لعنهم الله ، أي أبعدهم الله : واللعن : الإبعاد .
قال الشماخ : 
ذعرت به القطا ونُفيت عنه ## فقام الذئب كالرجل اللعين 
أراد مقام الذئب اللعين الطريد .
ويقال : أراد : مقام الذئب ، هو كالرجل اللعين وهو المنفي .
والرجل اللعين لا يزال منتبذاً عن الناس شبه الذئب به .
وكل من لعنه الله فقد أبعده عن رحمته واستحق العذاب فصار هالكاً .
وقال الليث : اللعن : التعذيب .
وقال : اللعين المشتوم المسبوب .
ولعنه الله أي عذبه.
قال : واللعنة في القرآن : العذاب.
قال واللعين : ما يتخذ في المزارع كهيئة خيال يُذعر به السباع والطيور .
وقال غيره : اللعن الطرد والإبعاد ومن أبعده الله لم تلحقه رحمته وخُلد في العذاب .
وذكر أبو القاسم للحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصبهاني (( في المفردات في غريب القرآن )) 
لعن : اللعّنُ : الطرد والإبعاد على سبيل السخط وذلك من الله تعالى في الآخرة ، عقوبة وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه ومن الإنسان دعاء على غيره . قال تعالى : {أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }. الآية .
وجاء في تاج العروس : ( لعنة كمنعةً ) لعناً ( طرده وأبعده ) عن الخير من الله تعالى ومن الخلق السب والدعاء فهو ( لعين ) ( وقد تقدم ذلك ) 
وقال أيضاً : 
[واللعين ( الشيطان ) صفة غالبة لأنه طُرد من السماء وقيل لأنه أبعد من رحمة الله تعالى ( و) اللعين ( الممسوخ ) من اللعن فهو المسخ عن الفرا وبه فسر الآية { أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً }النساء47 أي نمسخهم ... وقال أيضاً :
والشجرة الملعونة في القرآن قال ثعلب يعني شجرة الزقوم ، قيل أراد الملعون آكلها ، وقال الزمخشري كل من ذاقها لعنها وكرهها ، والملاعنة اللعان والمباهلة ، وآمر لاعن جالب للعن وباعث عليه ...
( والتلاعن التشاتم ) في اللفظ غير أن التشاتم يستعمل في وقوع كل واحد منها بصاحب والتلاعن ربما في فعل أحدهما (و) التلاعن ( التماجن ) قال الأزهري وسمعت العرب تقول فلان يتلاعن إذا كان يتماجن ولا يرتدع عن سوء ويفعل ما يستحق به اللعن .
( والتعن ) الرجل ( أنصف في الدعاء على نفسه ) هو افتعل من اللعن (و) في الحديث اتقوا ( الملاعن ) وأعدوا النبل هي ( مواضع التبرز ) وقضاء الحاجة جمع ملعنة وهي قارعة الطريق ومنزل الناس وقيل الملاعن جواد الطريق وظلال الشجر ينزلها الناس ، نهى أن يتغوط تحتها فتتأذى السابلة بأقذارها ) ويلعنون من جلس للغائط عليها قال ابن الأثير وفي الحديث (( اتقوا الملاعن الثلاث )) واللعن واللعان لهما معنيان :
فاللعن الذي هو الطرد والإبعاد من رحمة الله وجاء ت الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة ما أوضحناه في هذه الرسالة من آيات التي ذكر فيها اللعن كقوله تعالى : { أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }هود18 والأحاديث التي تواترت في لعن من استحق اللعن أو أتى بعمل لُعن عليه ذلك ولأن لعن العصاة من المسلمين غير المعينين جوّزه أهل العلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة ولعن آكل الربا ولعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال وغير ذلك كثير قد أوضحناه مع أدلته في القسم الثاني من هذه الرسالة .
والمعنى الثاني : أن اللعان عُدَّ من كبائر الذنوب وهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) . وقوله أيضاً ( لعن المؤمن كقتله ) . لأنه إذا لعنه فكأنه دعاء عليه بالهلاك . 
وقال الذهبي رحمه الله في الكبائر : اعلم أن لعن المسلم المصون حرام بإجماع المسلمين ، ويجوز لعن أصحاب الأوصاف المذمومة أي التي جاء القرآن في لعن من لُعن من الكافرين والمنافقين واليهود والنصارى وغيرهم أو دلت عليه الأحاديث الصحيحة كما تقدم .
وصحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن التلاعن : ( لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار ) وحذر من أن اللعانون لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة وصحّ أنه قال : ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي )

أحاديث في لعن آكل الربا وما يلحق به من معاملات


أحاديث في لعن آكل الربا وما يلحق به من معاملات
1)عن إبن مسعود رضي الله عنه قال : (لَعَنَ رسول الله r آكل الربا ومَوُكلهُ )[1] وجاء بلفظ : ( لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه ) [2]
2) عن إبن مسعود أيضاً بلفظ (لَعَنَ الله آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه ) [3]
3) وجاء من حديث جابر بن عبدالله : ( لعن الله آكل الربا وموكله ، وشاهديه ، وكاتبه وهم فيه سواء )
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء (1336) أخرجه مسلم (5015) وإبن الجارود (646) و البيهقي (5/275) وأحمد (3/304) من طريق أبي الزبير عنه به . ولم يذكر أحمد الزيادة ؟ ولم يخرجه البخاري أصلاً .
قلت : وإبن الزبير مدلس ، وقد عنعنه .
لكن للحديث شاهد من حديث أبي جحيفة وعبدالله بن مسعود .أ.هـ (أنظر الإرواء 5/183)
وجاء عن ابن مسعود أيضاً : 
4) (لعن الله الربا ، وآكله ، وموكله ، وكاتبه وشاهده وهم يعلمون ... )[4]
الربــــــا : 
الربا لغة : مصدر قولهم رَبَا يَربُو ، إذا زاد ، وهو مأخوذ من مادة (ر ب و ) التي تدل على الزيادة والنّماء والعلو
والربا : اصطلاحاً : هو عقد على عوض مخصوص غير معلوم التماثل في معيار الشرع حال العقد ، أو مع تأخير البدلين أو أحدهما .
فهو زيادة مال مشروطة أو متعارف عليها تؤخذ ربحاً – فائدة – على أصل المال بلا مقابل عند مبادلة مال ربوي بجنسه وقيل للمربي مربٍ لتضعيفه المال الذي كان له على غريمه حالاً ، أو لزيادته عليه لسبب الأجل الذي يؤخره إليه فيزيده إلى أجله الذي كان له قبل حلَّ دينه عليه .
ما هي أنواع الربا ؟ 
للربا أنواع :
ربا الفضل :وهو البيع مع زيادة أحد العوضين المتفقين الجنس على الآخر : 
ربا اليد :وهو البيع مع تأخير قبضهما أو قبض أحدهما عند التفرق من المجلس أو التخاير فيه بشرط اتحادهما علة ، بأن يكون كلٌ منهما معلوماً أو كلٌ منهما نقداً وإن اختلف الجنس .
ربا النسيئة :وهو البيع للمطعومين أو للنقدين المتفقي الجنس أو المختلفة لأجل ، ولو لحظةً وإن استويا وتقابضا في المجلس .
ربا القرض : 
الصور السابقة للربا هي أشهر صور ربا الجاهلية الأولى والمعاصرة ، وأصوله وأمهاته وكلياته وجوامعه ، وما لم يكن مشهوراً أو أشتهر فيما بعد أو أُخترع في هذا العصر فهو فرع من أحدى هذه الصور أو كلها أو نظيرها فلا تخدعنك المسميات . { وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ } الروم : 60 [5]
وربا القرض يرجع إلى ربا الفضل ، لأنه الذي فيه شرط يجرُ نفعاً للمقرض ، فكأنه أقرضه هذا الشيء بمثيله مع زيادة ذلك النفع الذي عاد عليه . 
قال ابن المنذر في الإجماع صـ120 :
( أجمعوا على أن المسلف إذا شرط على المقترض زيادة أو هدية فأسلف على ذلك أن أخذ الزيادة ربا سواء كانت الزيادة في القدر أو الصفة . )
إن القول بإباحة ربا القرض وربا الفضل وأنهما ليسا من ربا الجاهلية المنصوص عليها في القرآن كما زعم ذلك من زعم وكتب وأفتاء بإباحتهما هو تضليل وقول على الله بلا علم ، وقد ردَّ أهل العلم على من قال بذلك وفصل[6] . 
وقد أفتت اللجنة الدائمة في مسألة حساب الودائع وحسابات التوفير الذي يعامل بها في البنوك الرسمية وأنها من ضروب الربا لا يجوز أخذها ولا الدخول مع البنك عند الإستيداع في اشتراطه وذكرت الأدلة على التحريم ، وذكرت اللجنة الدائمة بأن العملات الورقية حلت محل الذهب والفضة في الثمنية فصار لها حكمها ويجري فيها من ربا الفضل وربا النسيئة ما يجري في الذهب والفضة .[7]
حكم الربا
كل الأنواع التي ذكرت حرام بالإجماع بنص الكتاب والسنة وكل ما جاء في الربا من الوعيد شامل للأنواع الأربعة 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية [8] رحمه الله : ( المراباة حرام بالكتاب والسنة والإجماع . وقد لعن رسول الله r آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه والمُحلل والمُحلل له . أهـ . لم يتهدد الله عز وجل ويتوعد مرتكب كبيرة كمرتكب جريمة الربا ، والربا مُحارب من الله وآكله مطرود من رحمة الله نسأل الله السلامة . 
[1] )أخرجه مسلم (5/50) والبيهقي (5/285) والنسائي (4913)
[2] ) متفق عليه البخاري (2/193،4/67، 313) ومسلم (1/64) 
[3] )أخرجه أبو داود (3333) والترمذي )(1/227 –228) وابن ماجه (2277) والبيهقي (5/275) والطيالسي (343) وأحمد (1/393-394 )
[4] )والحديث رواه الطبراني أنظر الجامع الصحيح رقم (5094)
[5] ) الذكرى بخطر الربا بقلم عبدالله بن صالح القصيّر صـ 18-19
[6] ) أنظر مجموع فتاوى وبحوث إعداد وتأليف عبدالله بن سلمان المنيع (3/280-297) دار العاصمة للنشر 1420هـ
[7] )اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى رقم (2725) تاريخ 2/12/1399هـ 
[8] ) الفتاوى الكبرى لإبن تيمية (29/418-419)
البحث كتبه أخوكم في الله صاحب الموضوع