الأحد، 18 ديسمبر 2011

جزيرة سقطرى كبرى الجزر العربية في المحيط الهندي


جزيرة سقطرى كبرى الجزر العربية في المحيط الهندي


سُقُطرَى: بضم أوله وثانيه وسكون طائه وراءٍ وألف مقصورة وقيل سُقُطْرَاءُ بالمد عند آخرين.
تعد جزيرة سقطرى من أكبر الجزر العربية ،وتقع في المحيط الهندي على بعد حوالي 400 كيلومتر من الساحل العربي ،وحوالي 250 كيلو متر عن الساحل الصومالي 0
وتمتد بين دائرتي عرض 7 , 12 درجة - 43 , 12 شما خط الاستواء 0 وبين خطي طول 19 ,53 – 32 , 54 درجة شرق جرينتش .
وتبلغ مساحتها 3750 كيلو متر مربع .
وهي ذات شكل بيضاوي فيبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب 75 ميلاً وعرضها من الشمال إلى الجنوب 22 ميلاً .
ويعد الطرف الشرقي والغربي من الجزيرة ضيق لا يزيد اتساعه عن 5 أميال فقط 0
وتتبع الجزيرة مجموعة من الجزر الصغيرة تشكل بذلك أرخبيل يتكون من جزر عبد الكوري ، وسمحة ،ودرسة ،وصابونية وتسمى جزر الأخوين ، وكعال فرعون 0
والجزيرة من الناحية التاريخية :
هي إحدى الجزر التي تتبع مملكة حضرموت القديمة إحدى أهم وأكبر ممالك جنوب الجزيرة العربية التي قامت قبل عام 1020 قبل الميلاد إذ كانت حدود حضرموت الشرقية تشمل المهرة وظفار، وكان يُطلق على ملوكها اسم ملوك أرض اللبان، لأن أكثر واردات اللبان والمُرّ والأفاوية (أي أشجار الطيب) كانت تُنتج في ظفار وفي سُقُطرى، من المملكة الحضرمية كما تدل على ذلك النقوش منها الفرعونية المُكتشفة التي كان أسطولها التجاري البحري يشتري اللبان والمُر والأفاوية من جزيرة سُقُطرى قبل ثلاثة آلاف عام.
وقد ذكرها أيضا من المؤرخين والرحالة من الإفرنج والمسلمين في كتبهم خاصة وأنها اشتهرت بوجود أشجار الصموغ من الصبر والمر واللبان الذي كانت تصدره حضرموت إلى بلدان العالم قديما ً وقد ذكر الجغرافي الإدريسي في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق "الجزيرة وقال : (وأما جزيرة سقطرى فهي جزيرة واسعة القطر جليلة القدر بهية الأرض نامية الشجر وأكثر نباتها شجر الصبر ولا صبر يفوق صبرها في الطيب كالذي يتخذ بحضرموت000 )
وقد بلغ من إهتمام العالم بهذه الجزيرة أن تم غزوها من قبل بعض قادة وأباطرة أوربا فذكر "القزويني في كتابه " آثار البلاد وأخبار العباد " عن جزيرة سقطرى قال : ( جزيرة عظيمة فيها مدن وقرى توازي عدن، يجلب منها الصبر ودم الأخوين، أما الصبر فصمغ شجرة لا توجد إلا في هذه الجزيرة، وكان أرسطاطاليس كاتب الإسكندر يوصيه في أمر هذه الجزيرة لأجل هذا الصبر، الذي فيه منافع كثيرة سيما في الايارجات، فأرسل الإسكندر جمعاً من اليونانيتين إلى هذه الجزيرة، فغلبوا من كان فيها من الهند وسكنوها.
فلما مات الإسكندر وظهر المسيح، عليه السلام، تنصروا وبقوا على التنصر إلى هذا الوقت ... )
وذكر الحسن بن أحمد الهمداني في "صفة جزيرة العرب " بعض أخبارها وكذا ياقوت الحموي "في معجم البلدان " من أن سكانها وثنيين ثم تنصروا ودخلها الإسلام ووجد فيها قوم من الشراة ويقصد بهم من الخوارج ،وسكنها قوم من المهرة لقربها من سواحلهم حتى أنه في وقت من الأوقات قبل سنة 1967م كانت تتبع من الناحية الإدارية سلطان المهرة "بن عفرير " قبل إستقلال الجنوب العربي من بريطانيا ،وبعد هذا التاريخ أصبحت جزء من جنوب اليمن أو ماكان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلا أنها في السبعينات من القرن الماضي ضمت إلى محافظة عدن تتبع مديرية الجزر ضمن التقسيم الإداري في المحافظات الست ،ثم عادت مرة أخرى بعد عام 1990م تتبع محافظة حضرموت في نطاق الجمهورية اليمنية الحالية حتى الآن.

تكوين الجزيرة الجيولوجي والتضاريسي :

لا يختلف تكوين الجزيرة من الناحية الجيولوجية عن بقية القاعدة التي ترتكز عليها شبه الجزيرة العربية والقرن الإفريقي ؛حيث تتكون من الصخور النارية القديمة والمتحولة ،وقد غطت معظم القاعدة الأريكة تكوينات بركانية وهي بهذا تشبه إلى حد ما منطقة عدن ،كما تكثر بالجزيرة صخور الجرانيت والصخور الجيرية الموجودة بشكل كبير في هضبتي حضرموت.
والجزيرة من الناحية التضاريسية جبلية بشكل عام ،محيطة بشريط ساحلي رقيق من السهول الساحلية ،وتمتد جبال حجير وحجهز من شرق إلى غرب الجزيرة ،وهذه السلاسل الجبلية تبدأ من الشرق برأس صخري مرتفع من الجرانيت مدبب يصل إلى ارتفاع 1500 متر فوق سطح البحر. وهناك جبال أخرى في الجزيرة مثل جبل مارشرنج وجبل دقام في الاتجاه المعاكس لحديبو عاصمة الجزيرة .
وتميل السلاسل الجبلية في الجزيرة باتجاه شمال شرقي ،إلى الجنوب الغربي وتنقسم إلى هضاب منفصلة ،ومبعثرة هنا وهناك باتجاه السواحل الشمالية والجنوبية .
وبلغ متوسط إرتفاع المناطق الوسطى من الجزيرة 500 متر فوق مستوى سطح البحر .
وعند النظر إلى السهول الساحلية للجزيرة نجدها تختلف طولاً وعرضاً فالساحل الجنوبي للجزيرة ويعرف سهل (نوجد ) وهو أوسع في عرضه (مابين 1- 5 كيلو متر)من الساحل الشمالي الذي لايتعدى عرضه أو اتساعه الكيلو المتر الواحد لقرب الجبال من شريط السهل الساحلي ويطلق عليه "حديبو " نسبة للعاصمة والتي هي أهم المراكز العمرانية في هذا الشريط .
مناخ الجزيرة :
أما من حيث المناخ : فالجزيرة تتميز بشكل عام بمناخ حار ،يتراوح المتوسط اليومي للحرارة مابين 28 – 37 درجة مئوية ،ويعتبر شهري مايو وسبتمبر أكثر الشهور حرارة ،بينما شهري يناير وفبراير اقلها ارتفاعا في درجات الحرارة ،وتبلغ درجات الرطوبة فيها مابين 50 – 85 في المئة .
وتقدر الأمطار الساقطة بالجزيرة سنويا ً ما بين 150 – 500 ملم ، وتسقط في موسمين مابين اكتوبر وديسمبر وبين مارس ويونيو الا ان معظمها تسقط في فصل الشتاء.

اهم الوديان التي تنحدر نحو االشمال والتي تمر عبر سهل حديبو وادي ونغين قاد حوبو ، وادي معبيدة ،وادي الحـا ،وادي قبة ، ومن الوديان التي تنحدر نحو الجنوب باتجاه سهل نوجد وادي فاحر ، وادي بيرك .
سكان الجزيرة :
يترواح السكان مابين أكثر من 40 ألف نسمة من الصيادين و يتمركزون على طول الشريط الساحلي الشمالي في حديبو العاصمة ، وقلنسية وجاديب ومودي.
و يمارسون مهنة الصيد ، والاعمال اليدوية الأخرى والنسبة الأقل من السكان تمارس الزراعة والتجارة .
تشغل الارض الزراعية حوالي 1,5% من مجموع مساحة الجزيرة ،وتربتها ملحية ،رملية ،جيرية، قليلة الخصوبة توجد بها بعض مزارع أنشئت من قبل الحكومة الجنوبية من سابق في نوجد وحديبو العاصمة ، واهم المحاصيل الزراعية التمــــــر إضافة إلى أنواع الخضروات .
جزيرة سقطرى خضراء بصفة عامة ، وتختلف نوعية وكثافة النباتات باختلاف المكان التي تنبت فيه ، وتشتهر الجزيرة بشجرة الدراقونس (دم الأخوين ) وكثير من الأشجار الأخرى النادرة على مستوى العالم ويمكن استغلالها في صناعة الأدوية والعطور 0
والجزيرة بها ثروة حيوانية كبيرة من الماعز والضان والأبقار والجمال إضافة للطيور وحيوانات أخرى، لكن صيد الأسماك أحد مصادر الثروة الرئيسية لسكان الجزيرة وكثير من السكان يجمعون بين الصيد وأعمال أخرى .
وتنتشر قرى الصيادين على طول السواحل وتعد مراكز لإستلام الصيد وتوزيعه داخليا وخارجياً خاصة وأن ساحل حضرموت والمهرة من أهم مناطق الصيد البحري في بحر العرب والمحيط الهندي، وبالجزيرة مطار يستقبل الوافدين إلى الجزيرة إضافة للخدمات الأخرى من تعليم ومواصلات وغيره.
 
 
 
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق