الخميس، 22 ديسمبر 2011

صفحات تاريخية حضرمية للعبرة

صفحات تاريخية حضرمية للعبرة
ظهرت دولة حضرموت في منطقة حضرموت الحالية التي كانت تعرف قديما بهذا الإسم ،وفي أوج أزدهارها أمتدت هذه الدولة من مشارف بيحان غرباً إلى ظفار شرقاً ،وكانت من أكبر دول المنطقة في التاريخ القديم وهناك ثلاثة أقوال في تحديد قيامها قبل الميلاد ،1020 أو 1500 أو 450
وقد كان أوائل حكامها كما هو معروف ومصطلح عند فقهاء وعلماء التاريخ القديم يسمون (المكاربة ) ثم أنتقلوا إلى لقب ملك ، وبحكم سيطرت حضرموت على إنتاج اللبان من منطقة ظفار وسقطرى بدرجة ريئسية نكان لها علاقات تجارية نشطة عبر البحر مع مصر والساحل الإفريقي وبعض الموانىء الهندية 0
وفي القرن الثالث الميلادي أصبحت حضرموت دولة مستهدفة من أحد الأطراف اليمنية سبأ أو حمير للسيطرة عليها ووقف نشاطها العالمي الكبير في مجال التجارة أو الإستيلاء عليه بالقوة والإحتلال والضم تحت لواء الدولة السبئية كما حدث فعلاً في بداية القرن الرابع الميلادي ،وفي هذا الأثناء ظلت الدولة الحميرية المجاورة لحضرموت تتطلع للإستيلا ء على المناطق الساحلية الجنوبية لمملكة حضرموت المرموقة في التجارة مع العالم ،وكان على حضرموت أن تواجه خطرين في وقت واحد السبئيين والحميريين الذين يطمعون في السيطرة والتوسع على حساب هذه الدولة الكبيرة الواسعة الأطراف 0
فشن الملك السبئي شاعر وتر حرباً على حضرموت في عهد الملك الحضرمي (العزيلط بن يدع )الا أن الحضرميين أستطاعوا رده والتقدم إلى السيطرة على دولة قتبان وحرق عاصمتها( تمنع )في مطلع القرن الثالث الميلادي 0
إلا أن مجد حضرموت لم يدم طويلاً فقد كان الحميريون يطمعون أيضا في السيطرة على حضرموت ومن الجدير ذكره أن ظهورهم كان في ذي ريدان" أي الحميريين قد ظهروا للوجود، وأخذوا ينازعون الأسرة السبئية الحكم منذ حوالي سنة "100 ق. م" وذلك في عاصمتهم "ظفار"، ومن مقرهم في حصن "ريدان"0
وفي نهاية القرن الثالث الميلادي وبداية القرن الرابع الميلادي قام الملك اليمني شمر يهرعش" بحرب واسعة على "حضرموت" واستطاع أن يدخل عاصمتها شبوة ويدمرها ويخربها بالكامل وأضافها عنوة إلى حكومته بالقوة حتى صار اسم حضرموت منذ ذلك الحين جزءًا من اللقب الطويل الذي كان يلقب به الملوك ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت 000 ومعنى ذلك انقراض مملكة حضرموت ودخولها في حكومة "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت" اللقب الرسمي الذي اختاره "شمر" المذكور نفسه.
ويقول الدكتور جواد علي في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام عن نتائج هذا الغزو لحضرموت البلد المزدهر قال (وقد أدت فتوحات "شمر يهرعش" لحضرموت، ولأرضين أخرى تعد من المناطق الخصبة الكثيفة بسكانها في جزيرة العرب، إلى هجرة الناس عنها إلى مناطق بعيدة نائية، وإلى نزول الخراب في كثير من القرى والمدن، إذ تهدمت بيوتها ومعابدها، وقتل كثير من أهلها، وأتت النار على بعضها حرقًا، فتحولت منازل الناس إلى خرائب، وجفت مزارعهم فآضت بوادي، فهجرها أهلوها ولم يعودوا إليها بعد هذا الخراب، فزادت مساحة الصحاري ولم تعمر منذ ذلك الحين.)
ومن القضايا الهامة التي ينبغي الوقوف عليها كعبر من التاريخ القديم خاصة وأن حالات منها تكررت خلال تاريخ حضرموت الوسيط والحديث والمعاصر يمكن إستنتاجه مما ذكره الباحثون والمؤرخون ودللت عليه النقوش المكتشفة ما ذكره الباحث الروسي الدكتور سرجيس فرانتسوزوف في كتابه ( تاريخ حضرموت الأجتماعي والسياسي قبيل الإسلام وبعده ص43ـــ) في معرض حديثه عن الأحتلال الحميري لحضرموت في القرن الرابع الميلادي قال :( وقد أستعان الحميريون أثناء أحتلالهم حضرموت بالوجهاء المحليين الذين أنظموا الى صفوفهم بالدرجة الأولى 000 وذك لتسهيل ضم المنطقة في تركيبة الدولة الجديدة بواسطتهم )0
ويضيف الباحث سرجيس ( وبشهادات النقوش اليزأنية التي وصلتنا ، فأن هذه العائلة إستطاعت في بدية الآمر السيطرة على مناطق الأطراف قي حضرموت، بسكانها البدو المحليين القدماء وأما فيما يخص السكان الحضر في وسط وادي حضرموت فإنها لم تستطع السيطرة عليهم إلا في وقت متأخر0 وقد استطاعت منطقة حضرموت الداخل أن تصد بنجاح كافة ضغوطات اليزأنيين عليها في أواسط القرن الرابع الميلادي 0 بل استطاع الحضارمة في إحدى المرات التسلل إلى مراكز اليزأنيين وحرق مدينة عبدان نفسها 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق