الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

أمة أعماها الله هل حقا ولد المسيح في 25 ديسمبر حقاً ؟

أمة أعماها الله
هل حقا ولد المسيح في 25 ديسمبر حقاً ؟

ملايين الناس تحتفل يوم 25 ديسمبر بعيد الميلاد, و ملايين أخرى تحتفل به يوم 6 يناير
لكن هل حقا ولد المسيح يوم 25 ديسمبر؟ أم ولد يوم 6 يناير؟ أم غير ذلك؟
إذا بحثنا عن قصة ميلاد المسيح من خلال الديانتين اللتين تعترفان بميلاده، فسنري انه مثلا في الإسلام قال الله تعالى: {... فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا، فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا، فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ، وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ...}
فهنا نرى أنها كانت تحت جدع نخلة و موسم النخيل يكون بين شهر أغسطس و سبتمبر... موسم الثمار.
هدا من الناحية الإسلامية, أما من الناحية المسيحية فمن خلال إنجيل لوقا نرى ظهور ملاك للرعاة عندما كانوا يحرسون رعيتهم في الليل, و خلال شهر ديسمبر أو حتي يناير يصعب هذا الأمر لأنه في فصل الشتاء تنخفض درجة الحرارة خصوصا في الليل حيث تغطي الثلوج ارض فلسطين فلا يمكن للرعاة إذن الحراسة في الليل و خارج بيوتهم.
هنا ينشأ عندنا سؤال آخر: لماذا اختير 25 ديسمبر أو 6 يناير كيوم لولادة المسيح؟
قد اعتبر 25 ديسمبر ميلاداً للمسيح لأول مرة في القرن الرابع الميلادي زمن حكم الإمبراطور قسطنطين ، فقد اختار قسطنطين هذا اليوم كميلاد للمسيح لأن الروم في ذلك الوقت كانوا يحتفلون بنفس اليوم كولادة لإله الشمس "سول إنفكتوس" ، والذي كان يسمى بعيد "الساتورناليا".
زيادة عن ذلك كان 25 ديسمبر يوم عيد عند اغلب الشعوب التي عبدت الشمس لكونه من بعده يزداد طول ا لنهار...
وأما عن احتفال بعض الأرتودكس بيوم 6 يناير لأنه نفس اليوم الذي ولد فيه الإله "أيون" بالإسكندرية وكذلك الإله "تموز" ببابل القديمة. بل ويعلم المؤرخون اليوم بأن يسوع لم يولد في السنة الأولى من القرن الأول الميلادي بل أربع سنين قبلها.

وهناك من النصارى من يقول أن ميلاد المسيح في شهر يونيو :
كما نقلته عن بعض المصادر في ها البحث كعالم الفلك الاسترالي "ديف رينيكي" يؤكد لنا انه وبعد مجموعة من الحسابات الفلكية اكتشف أن عيد الميلاد يجب أن يكون في شهر يونيو وليس ديسمبر، كما هو الحال الآن، وذلك من خلال الرسوم البيانية لمظهر " نجمة عيد الميلاد " التي قال عنها الإنجيل أنها اقتادت الحكماء الثلاثة إلى السيد المسيح! "

وقالت صحيفة التلغراف البريطانية أن العلماء وجدوا أن النجم اللامع الذي ظهر فوق بيت لحم منذ 2000 عام، يشير إلي تاريخ ميلاد السيد المسيح يوم الـ 17 من شهر يونيو وليس يوم الـ 25 من شهر ديسمبر.
شعوب وثنية أخرى تحتفل في 25 ديسمبر :
لقد كان يوم 25 ديسيمبر عيداً لغالب الشعوب الوثنية القديمة التي عبدت الشمس، فقد احتفلوا بذلك اليوم لأنه من بعد يوم 25 ديسمبر يزداد طول النهار يوماً بعد يوم خلال السنة. ومن الشعوب التي احتفلت بالخامس والعشرين من ديسمبر قبل المسيحية:
في الشرق الأقصى احتفل الصينيون بـ25 ديسمبر كعيد ميلاد ربهم جانغ تي.
ابتهج قدماء الفرس في نفس اليوم ولكن احتفالاً بميلاد الإله البشري ميثرا.
ولادة الإله الهندوسي كريشنا هي الولادة الأبرز من بين آلهة الهند فقد كانت في منتصف ليلة الخامس والعشرين من شهر سرافانا الموافق 25 ديسيمبر.
جلب البوذيون هذا اليوم من الهندوس تقديساً لبوذا.
كريس الإله الكلداني أيضاً وُلد في نفس اليوم.
في آسيا الصغرى بفريجيا (تركيا حالياً) وقبله بخمسة قرون عاش المخلص "ابن الله" أتيس الذي ولدته نانا في يوم 25 ديسيمبر.
الأنجلوساكسون وهم جدود الشعب الإنجليزي كانوا يحتفلون قبل مجيء المسيحية بـ25 ديسيمبر على أنه ميلاد إلههم جاو وابول.
ويقول د0 جورج شكري :
لكن ثمة بحوث اخرى تؤكد وبإدالة قاطعة ان ما ذكر هنا انما هو خلاصة افكار بحوث الحادية وان ..
1) ألهة الوثن في بابل وأشور وفارس وروما ومصر واليونان لم يولدوا في 25 ديسمبر

2) لم تكن تقاويم هذه الحضارات (عدا التقويم الروماني) حاوية لشهر ديسمبر من الأساس

3) الوثائق تشير إلى أن المسيحيين أحتلفوا بتاريخ 25 ديسمبر (منذ عام 203 وبعده) قبل أن يستعمله أورليان (274م) للاحتفال بيوم الشمس التي لا تقهر ، مما يرجح أن الاقتباس -إن حدث - فقد كان في الاتجاه العكسي ، حيث استعمله أورليان لينافس به الإنتشار المسيحي 0
غير أن ما يؤكد أنه اي هذا اليوم 25 ديسمبر عيدا للوثنيين ما ذكرته دائرة المعارف البريطانية ج16 ، ص364 Britannica Encyclopedia
حيث قالت : أن آباء الكنيسة في القرنين الثاني والثالث الميلاديين قالوا أن ما يسمى بعيد ميلاد المسيح ما هو إلا صورة طبق الأصل لما كان يحتفل به الوثنيون في أوربا قبل ميلاد المسيح بوقت طويل 0
وهكذا نرى أن النصارى لا يثبت عندهم في في أول الأمر ولا بعده متى ولد المسيح ؟

وكما أختلفوا أيضاً في المسيح نفسه وفي أمه وفي صلبه فهم مختلفون قال تعالى : {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } هود (118)
قال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان :
وكان من حديث الصليب : أنه لما صلب المسيح على زعمهم الكاذب وقتل ودفن رفع من القبر إلى السماء وكان التلاميذ كل يوم يصيرون إلى القبر إلى موضع الصلب ويصلون فقالت اليهود : إن هذا الموضع لا يخفى وسيكون له نبأ وإذا رأى الناس القبر خاليا آمنوا به فطرحوا عليه التراب والزبل حتى صار مزبلة عظيمة فلما كان في أيام قسطنطين الملك جاءت زوجته إلى بيت المقدس تطلب الصليب فجمعت من اليهود والسكان ببيت المقدس وجبل الخليل مائة رجل واختارت منهم عشرة واختارت من العشرة ثلاثة اسم أحدهم يهوذا فسألتهم أن يدلوها على الموضع فامتنعوا وقالوا : لا علم لنا بالموضع
فطرحتهم في الحبس في جب لا ماء فيه فأقاموا سبعة أيام لا يطعمون ولا يسقون فقال يهوذا لصاحبيه : إن أباه عرفه بالموضع الذي تطلب فصاح الإثنان فأخرجوهما فخبراها بما قال يهوذا فأمرت بضربه بالسياط فأقر وخرج إلى الموضع الذي فيه المقبرة وكان مزبلة عظيمة فصلى وقال : اللهم إن كان في هذا الموضع فاجعله أن يتزلزل ويخرج منه دخان فتزلزل الموضع وخرج منه دخان فأمرت الملكة بكنس الموضع من التراب فظهرت المقبرة وأصابوا ثلاثة صلبان فقالت الملكة : كيف لنا أن نعلم صليب سيدنا المسيح وكان بالقرب منهم عليل شديد العلة قد أيس منه فوضع الصليب الأول عليه ثم الثاني ثم الثالث فقام عند الثالث واستراح من علته فعلمت أنه صليب المسيح فجعلته في غلاف من ذهب وحملته إلى قسطنطين
وكان من ميلاد المسيح إلى ظهور هذا الصليب : ثلاثمائة وثمانية وعشرون سنة
هذا كله نقله سعيد بن بطريق النصراني في تاريخه
والمقصود : أنهم ابتدعوا هذا العيد بنقل علمائهم بعد المسيح بهذه المدة 0
والخلاصة : منقولة من ملتقى أهل الحديث :
إن القران الكريم يستخلص من تفسيره أن المسيح مولود في أغسطس أو سبتمبر وهذا يتفق مع الحقائق التاريخية ومع رواية إنجيل لوقا وان كان ذلك دون قصد وأنه يظهر مما حكاه القران عن السيدة مريم أنها كانت ترقد عند ولادتها في سقيفة على مكان مرتفع من التل حيث تقف نخلة على منحدر منه وكان من الميسور لها أن تصل إلى جذعها وتهزه وكثرة النخيل في بيت لحم واضحة في الكتاب المقدس في الاصحاح الاول من سفر القضاة وكذلك قاموس الكتاب المقدس الؤلف بمعرفة الدكتورجونريفنز.كما أن حقيقة إرشادالسيدة مريم إلى نبع كما ورد في القران الكريم لتشرب منه تشير إلى أن ميلاد المسيح قد حدث فعلا في شهر أغسطس أو سبتمبر وليس في ديسمبر حيث يكون الجو باردا كالثلج في كورة اليهودية وحيث لارطب فوق النخيل حتى تهز جذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا قال تعالى :
( فناداها من تحتها الاتخافي ولاتحزني قدجعل ربك تحتك سريا ) ( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا . فكلي واشربي وقري عينا ) والمعنى أنه جعل قربها جدولا صغيرا كان قد انقطع ماؤه ثم جرى وامتلأ وسمي سريا لأن الماء يسري فيه وأنه في إمكانها أن تتناول من الرطب الصالحة للاجتناء إذا أرادت أن تأكل وأذا أرادت أن تشرب أمكنها ذلك من جدول الماء الذي كان يسري بجانبها

نقلا عن كتاب النصرانية و الإسلام المستشار محمد عزت الطهطاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق