الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

تأملات في مؤتمر في الحسيسة وباكثير سيؤن

تأملات في مؤتمر في الحسيسة وباكثير سيؤن
من المفارقات العجيبة أن تحتضن حضرموت حدثين اليوم أخبارهما في وسائل الإعلام المحلية وفي الحقيقة أن لهما مدلولات ومعانٍ عميقة في الوجدان والتاريخ الحضرمي لو رجعنا إلى الذاكرة وتحديداً قبل مئة سنة تقريباً حين كان أغلب أهل حضرموت في المهاجر الشرقية والداخل منقسمين بين تيارين متباينين متباعدين في الرؤى والأفكار والعقائد هما تيار الرابطة العلوية وتيار جماعة الإصلاح و الإرشاد أو قل بين تيارين متنافسين على الزعامة الروحية الذي كان مشهورا في الأصل في تاريخ حضرموت بين مدرستي الفقهاء والتصوف 0
وبالمناسبة فإن الحسيسة مكان زيارة رأس المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد بن علي ألعريضي بن جعفر الصادق مكان المؤتمر الأول ،وسيؤن حيث بيت الأديب الشيخ علي بن أحمد باكثير الكندي0
وفي كل الأحوال يمثل المؤتمرون فيهما برعاية حكومية والمعنى تيار الرابطة العلوية في الحسيسة وسيؤن المحتفلون هم صورة مشابهة لتيار الإصلاح والإرشاد والمعاصرة في ذلك الزمان 000
الحسيسيون لهم أفكارهم الخاصة التي تبحث في أفكار وتراث المهاجر والفقيه المقدم محمد بن علي باعلوي رحمه الله والإرشاديون في تراث الأديب علي باكثير رحمه الله الذي عاش تلك الفترة من الإنقسامات وكان ميالا لنصرة الحق على الباطل بصوره المختلفة وتأثر بهذا الخلاف في تلك الفترة وأغترب عن دياره وكان نتاجه الأدبي يعبر عن خلجات نفسه في واقع حضرموت والأمة الإسلامية و الحدثين يمثلان رمزين قد لايفقه لهما إلا القليل من النخب الفكرية المدعوة في كلا الحدثين الرابطة العلوية والإرشاد في بتافيا-جاكرتا حاليا0
والله الموفق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق