السبت، 17 ديسمبر 2011

تأخير الصدقة الواجبة بعد أن حال عليها الحول إلى رمضان ظلم لأصحابها
الحمد لله الصدقة الواجبة التي عادة ما يأخرها من وجبت عليهم إخراجها هي زكاة " الأثمان وعروض التجارة -على القول بوجوب زكاتها - "فإن من الملفت للنظر اليوم من يعمد إلى تأخير زكاة ماله إلى شهر رمضان أو العشر الأواخر منه بعد أن يحول عليه الحول في غير هذا الموعد أي قبل شهر رمضان ، فتأخيره بغرض أن يخرج صدقة ماله الواجبة إلى رمضان ليدرك بذلك فضيلة الشهر ومافيه من خيرات وبركات ومضاعفة للأجور للصائمين القائمين المنفقين المحسنين فهذا التأخير فيه ظلم ومطل للفقراء والمساكين أصحاب هذا المال بعد أن حال عليه الحول ووجبت فيه الصدقة من قبل الأغنياء لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه في حديث بعثه إلى اليمن " فأعلمهم أن الله أفترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم هكذا أورده البخاري بهذا اللفظ 0 أنظر الفتح 3/ 309 
وفيه دلالة أن الزكاة اذا بلغت النصاب الشرعي لها وحال عليها الحول أصبحت حق الفقراء والمساكين وبقية الأصناف الثمانية فلا ينبغي لأحد أن يأخرها حتى ولو كان بنية إخراجها في الليالي الفضيلة من الشهر بغرض التصدق بها في الأيام المفضولة 0
واما تعجيل الزكاة اذا بلغت النصاب للفقهاء رحمهم الله قبل حولان الحول أقوال منها الجواز وهو قول الجمهور واستدلوا بأدلة أقوى مافيها حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رخص للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن يعجل بصدقته قبل أن يحول عليها الحول ، والحديث مرسل كما قال البيهقي وغيره وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله 0 
وقول بعدم الجواز وهو مذهب مالك في رواية وهو مذهب الظاهرية والليث والثوري مع تضعيفهم لحديث علي بن ابي طالب المتقدم الذي أحتج به الجمهور 0 
ولعل القول الثاني أحوط والله أعلم 0
أنظر المجموع للنووي 6/ 612 والمغني لأبن قدامه 2/ 621 والمحلى لأبن حزم رقم المسألة 313 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق