السبت، 17 ديسمبر 2011

إختبار أهل بغداد للإمام الشافعي رحمه الله

إختبار أهل بغداد للإمام الشافعي رحمه الله
مما يروى إن الإمام الشافعي حين نزل بغداد في زمن خلافة الرشيد ، أراد الفقهاء أن يتثبتوا من علمه ويختبروه ويحرجوه فأعدوا له عددا من الأسئلة في مسائل فقهية ودعوه في حضرة الخليفة الرشيد ليرد عليها :
قالوا له :
س1 ما قولك فى رجل ذبح شاة فى منزله ثم خرج لحاجة وعاد ، فقال لأهله: كلوا انتمالشاة فقد حرمت علىٌ .. فقال أهله: ونحن حرمت
علينا كذلك؟

قال :
ج1 إن هذاالرجل كان مشركا فذبح الشاة على اسم الانصاب وخرج من منزله لبعض المهمات ، فهداهالله تعالى إلى الاسلام وأسلم فحرمت عليه الشاة ..
وعندما علم أهله باسلامهأسلموا هم أيضا فحرمت عليهم الشاة كذلك..
قالوا له :
س2 ما قولك فى رجل هرب له غلامفقال: هو حر ان أكلت طعاما حتى أجده .. فكيف المخرج له عما قال؟

قال :
ج2 يهبالغلام لبعض أولاده ثم يأكل ، ثم بعد ذلك يسترد ما وهب..

قالوا له :
س3 شرب مسلمانعاقلان حران الخمر .. يحد لأحدهما ولا يحد للآخر؟

قال :
ج3 إن أحدهما كان بالغاوالآخر كان صبيا..

قالوا له :
س4 لقيت امراتان غلامين .. فقالتا: مرحبا بابنيناوزوجينا وابنى زوجينا؟

قال :
ج4 إن الغلامين كانا ابنى المرأتين فتزوجت كل واحدةمنهما بإبن
صاحبتها .. فكان الغلامان ابنيهما وزوجيهما وابنىزوجيهما..

قالوا له :
س5 أخذ رجل قدح ماء يشرب فشرب نصفه حلالاً ، فحرم عليه بقيةما فى القدح؟
قال :
ج5 إن الرجل شرب نصف القدح ورعف (تساقط الدم الفاسد من انفه) فى الماء الباقى من القدح فاختلط الدم بالماء فصار محرما عليه..

قالوا له :
س6 زنىخمسة نفر بامرأة .. فوجب على أولهم القتل وثانيهم الرجم وثالثهم الحد ورابعهم نصفالحد وخامسهم لا شىء عليه؟

قال :
ج6 استحل الاول الزنا فصار مرتداً فوجب عليهالقتل..
والثانى كان محصناً (متزوجا.
والثالث كان غير محصن..
والربعكان عبداً..
والخامس كان مجنوناً..

قالوا :
س7 رجل صلٌى ولما سلم عن يمينهطلقت زوجته ، ولما سلم عن يساره بطلت صلاته ، ولما نظر إلى السماء وجب عليه دفع الفدرهم؟
قال :
ج7 لما سلم الرجل عن يمينه رأى شخصا تزوج هو (اى المصلى) امرأته فىغيبته فلما رآه حضر طلقت زوجته منه..
ولما نظر عن شماله رأى نجاسة فى ثوبه فبطلتصلاته..
ولما نظر الى السماء رأى الهلال وقد ظهر فى السماء وكان عليه دين ألفدرهم يستحق سداده فى أول الشهر من ظهور الهلال..
قالوا له:

س8 كان إمام يصلى معاربعة نفر فى مسجد ، فدخل عليهم رجل وصلى عن يمين الامام ، فلما سلم الامام عنيمينه ورأى ذلك الرجل وجب على الامام القتل وعلى الاربعة المصلين الجلد ووجب هدمالمسجد الى اساسه؟

قال :
ج8 إن الرجل القادم كانت له زوجة وسافر وتركها فى بيتأخيه ، فقتل ذلك الامام هذا الاخ وادعى ان المرأة كانت زوجة المقتول فتزوج منهاوشهد على ذلك الاربعة مصلون ، وأن المسجد كان بيتاً للمقتول فجعله الاماممسجدا..

قالوا له :
س9 أعطى رجل لأمرأته كيساً مملوءاً مختوماً وطلب اليها ان تفرغما فيه بشرط الا تفتحه أو تكسر ختمه أو تحرقه .. وهى إن فعلت شىء من ذلك فهىطالق؟
قال :
ج9 إن الكيس كان مملوءاً بالسكر او الملح وما على المرأة إلا أن تضعهفى الماء فيذوب ما فيه..
قالوا له :
س10 رأى رجل وامرأة غلامين فى الطريق فقبلاهماولما سئلا فى ذلك قال الرجل: أبى جدهما وأخى عمهما وزوجتى امرأة ابيهما..
وقالتالمرأة: أمى جدتهما وأختى خالتهما؟

قال :
ج10 إن الرجل كان أباً للغلامين والمرأةأمهما

قالوا له :
.. 11 -س
كان رجلان فوق سطح منزل فسقط أحدهما فمات فحرمت على الآخرامرأته؟
قال :

ج11 إن الرجل الذى سقط فمات كان مزوجاً ابنته من عبده الذى كانمعه فوق السطح .. فلما مات الرجل أصبحت البنت تملك ذلك العبد الذى هو زوجها فحرمتعليه..

إلى هنا لم يستطيع الرشيد الذى كان حاضرا تلك المساجلة إخفاء إعجابهمن ذكاء الشافعى وسرعة خاطره وجودة فهمه وحسن إدراكه ، وقال: لله در بنى عبد مناف .. فقد بينت فأحسنت وفسرت فأبلغت وعبرت فأفصحت ..

فقال الشافعى: أطال اللهعمر أمير المؤمنين إنى سائل هؤلاء العلماء فى مسألة .. فإن أجابوا فالحمد لله .. وإلا فأرجوا أمير المؤمنين أن يكف عنى شرهم ، فقال الرشيد: لك ذلك وسلهم ما تريد ياشافعى .. فقال الشافعى:

مات رجل عن 600 درهم فلم تنل أخته من هذه التركة إلادرهماً واحداً ، فكيف النظر فى توزيع التركة؟

فنظر العلماء بعضهم إلى بعضطويلاً ولم يستطع أحدهم الاجابة على السؤال وأخذ العرق يتصبب من جباههم ، ولما طالبهم السكوت قال الخليفة: قل لهم الجواب يا شافعى .. فقال الشافعى بعد أن تورط هؤلاءالعلماء حين أرادوا أن يفقدوه مكانته عند الخليفة لعلمه وتقواه:

مات هذاالرجل عن ابنتين وأم وزوجة واثنى عشر أخاً وأخت واحدة ..
فأخذت البنتان الثلثين وهو: 400 درهم..
وأخذت الأم السدس وهو: 100 درهم..
وأخذت الزوجة الثمن وهو: 75 درهم..
وأخذ الاثنا عشر أخا 24 درهم..
فبقى درهم واحد أخذتهالأخت...
فتبسم الرشيد وقال: أكثر الله فى أهلى منك وأمر له بألفى دينارفتسلمها الشافعى ووزعها على خدم القصر وحاشيته0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق