السبت، 17 ديسمبر 2011

الشجرة الملعونة في القرآن

الشجرة الملعونة في القرآن

يقول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً }[الإسراء:60] .
شجرة الزقوم :
قال الراغب رحمه الله : زقم : {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ } عبارة عن أطعمة كريهة في النار ومنه استعير زقم فلان وتزقم إذا ابتلع شيئاً كريهاً .[1]
وقال الأزهري في تهذيب اللغة : زقم : قال ابن دريد : الزقم شرب اللبن والإفراط فيه . ويقال : بات يتزقم اللبن .
وقال عز وجل: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ }[الدخان:44،43] وقال في موضع آخر :{إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ { 64}طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ }[الصافات:64،65] .وذكر هذه الشجرة في موضع آخر فقال: { وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ }[الإسراء:60] وهي التي افتتن بها المشركون فقال اللعين أبو جهل : ما نعرف الزقوم إلا آكل التمر بالزبد فتزقموا . وقال بعض المشركين : النار تأكل الشجر فكيف ينبت فيها الشجر .
ولذلك قال الله تعالى: { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ }[الإسراء:60]وما جعلنا هذه الشجرة إلا فتنة للكفار . وقال الليث : الزقم الفعل من أكل الزقوم والأزدقام كالابتلاع .
قال : ولما نزلت آية الزقوم لم تعرفه قريش فقدم رجل من إفريقية وسئل عن الزقوم . فقال الإفريقي : الزقوم بلغة إفريقية الزبد بالتمر .
فقال أبو جهل : هاتي يا جارية زبداً وتمراً نزدقمه فجعلوا يأكلون منه ويتزعمون ويقولون : أفبهذا تخوفنا يا محمد فأنزل الله{إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ }[الصافات:64] .
وقال الكسائي وأبو عمرو : الزقم واللقم واحدٌ والفعل زقم يزقم ولقم يلقم وحكى ذلك عنهما إسحاق ابن الفرج[2] .
وذكر الفخر للرازي ثلاثة أوجه رداً على من قال ليس في القرآن لعن هذه الشجرة .
[ انظر الفخر الرازي ( التفسير الكبير ) 7/631 ] .
وهكذا ذكر ابن كثير رحمه الله { وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ } شجرة الزقوم ، قال : وكذا رواه أحمد وعبد الرزاق وغيرهما عن سفيان ابن عيينة به . وكذا رواه العوفي عن ابن عباس .
وقال أيضاً : اختار ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء ، وأن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم . قال الإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك أي : في الرؤيا والشجرة ، وقوله{ وَنُخَوِّفُهُمْ } أي : الكفار بالوعيد والعذاب بالنكال[3] .
وقال القرطبي رحمه الله في التذكرة : وقال المفسرون أن شجرة الزقوم أصلها في الباب السادس وأنها تحيا بلهب النار كما تحيا الشجرة ببرد الماء ، لابد لأهل النار من أن يتحدر إليها من كان فوقها فيأكلوا منها.[4]
[1] ) المفردات للراغب الأصفهاني صـ213 .
[2] ) تهذيب اللغة للأزهري 8/440ـ441 .
[3] ) تفسير ابن كثير 3/6255 آية 60 من سورة الإسراء .
[4] ) الصحيح من التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة .للقرطبي صـ294 تحقيق عبد الله المنشاوي ـ دار المنارات ـ المنصورة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق