الخميس، 15 ديسمبر 2011

شعوباًًً وقبائل لتعارفوا ....

قول الله تعالى في سورة الحجرات الآية 13 (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية، وهي طاعة الله ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم فكم من مسلم أعجمي تقي احب إلى الله من مسلم عربي فاجر ولو كان هاشمي 0
وكما قيل : الناس في عالم التمثيل أكفاء ... أبوهم آدم والأم حواء
واختلف المفسرون في تفسيرهم شعوباً وقبائل فمنهم من ذهب إلى أن الشعوب هم الأعاجم والقبائل هم العرب وذهب آخرون إلى أن { وجعلناكم شُعُوباً وَقَبَائِلَ } الشعوب جمع شعب بفتح الشين وسكون العين وهم الجمع العظيم المنتسبون إلى أصل واحد ، وهو يجمع القبائل ، والقبيلة تجمع العمائر ، والعمارة بفتح العين وقد تكسر تجمع البطون ، والبطن تجمع الأفخاذ ، والفخذ تجمع الفصائل ، فخزيمة شعب وكنانة قبيلة وقريش عمارة وقصى بطن وهاشم فخذ والعباس فصيلة؛ وسميت وسميت الشعوب لأن القبائل تشعبت منها ، وهذا هو الذي عليه أكثر أهل النسب واللغة ، ونظم في ذلك بعضهم اشعار 0 وعندما سال الصحابة رضي الله عنهم عن أكرم الناس كونهم اي العرب يبحثون ويخوضون في الأنساب قال لهم كما في صحيح مسلم بن الحجاج النيسابوري رحمه الله: عن أبي هريرة: قيل: يا رسول الله من أكرم الناس؟ قال: " أتقاهم؟ " قالوا: ليس عن هذا نسألك قال: " يوسف، نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله " . قالوا: ليس عن هذا نسألك قال: " فمن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا " .وإن كان الله تعالى حكم بأن الأكرم هو الأتقى، ولو أنه ابن زنجية لغية، وأن العاصي والكافر محطوط الدرجة، ولو أنه ابن نبيين، فقد جعل تعارف الناس بأنسابهم غرضاً له تعالى في خلقه إيانا شعوباً وقبائل0وفي هذا رد على دعاة العنصرية والطائفية الذين انتشروا في مجتمعات المسلمين واثاروا كثيرا من الفتن اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق