السبت، 17 ديسمبر 2011

شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم إبن تيمية رحمه الله وكتابه : ( درء تعارض العقل و النقل)

شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم إبن تيمية رحمه الله
وكتابه : ( درء تعارض العقل و النقل)
علامة كبرى او كما يقال شامة في جبين الزمان لا يدانيه في بابه كتاب آخر، بل لا يكاد يوجد أصلا في بابه كتاب، كما قال ابن القيم:
واقرأ كتاب العقل والنقل الذي ............. ما في الوجود له نظير ثان 
وبما ان من كتب قبله من العلماء بما فيهم اإمام احمد بن حنبل الذي رد فيه على الجهمية والنقض لعثمان بن سعيد الدارمي الذي رد فيه على بشر المريسي وغيرهم من العلماء المتقدمين لم تبلغ كتبهم وردودهم على اهل الباطل قوة وحجية أكبر من ما قام به أبن تيمية رحمه الله في كتابه المذكور (درء تعارض العقل والنقل )بادلة دامغة بمنطق العقليين الفلاسفة نسف حججهم الواهية التي سودوا فيها ملايين الصفحات عبر قرون 0 
فقول القائل : إذا تعارضت الأدلة السمعية والعقلية أو السمع والعقل أو النقل والعقل أو الظواهر النقلية والقواطع العقلية أو نحو ذلك من العبارات فإما أن يجمع بينهما وهو محال لأنه جمع بين النقيضين وإما أن يردا جميعا وإما أن يقدم السمع وهو محال لأن العقل أصل النقل فلو قدمناه عليه كان ذلك قدحا في العقل الذي هو أصل النقل والقدح في أصل الشيء قدح فيه فكان تقديم النقل قدحا في النقل والعقل جميعا فوجب تقديم العقل ثم النقل إما أن يتأول وإما أن يفوض
وأما إذا تعارضا تعارض الضدين امتنع الجمع بينهما ولم يمتنع ارتفاعهما وهذا الكلام قد جعله الرازي وأتباعه قانونا كليا فيما يستدل به من كتب الله تعالى وكلام أنبيائه عليهم السلام وما لا يستدل به ولهذا ردوا الاستدلال بما جاءت به الأنبياء والمرسلون في صفات الله تعالى وغير ذلك من الأمور التي أنبأوا بها وظن هؤلاء أن العقل يعارضها وقد يضم بعضهم إلى ذلك أن الأدلة السمعية لا تفيد اليقين وقد بسطنا الكلام على قولهم هذا في الأدلة السمعية في غير هذا الموضع0 (أنظر صفحات أخرى من هذا الموضوع تقدم الحديث فيها عن موضوع العقلانيين )
والكتاب في عشرة مجلدات ويمكن إختصارها ولا يخل بقواعد الكتاب إذ أن شيخ الإسلام إبن تيمية يكرر يسهب أحيانا الكلام لهدف اراده للمتعلمين رحمه الله0 
يقول شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله :(طريقتا المبتدعة في نصوص الأنبياء أولا ـ طريقة التبديل : أهل التبديل نوعان أهل الوهم والتخييل ،ولهؤلاء في نصوص الأنبياء طريقتان : طريقة التبديل وطريقة التجهيل أما أهل التبديل فهم نوعان : أهل الوهم والتخييل وأهل التحريف والتأويل فأهل الوهم والتخييل هم الذين يقولون : إن الأنبياء أخبروا عن الله وعن اليوم الآخر وعن الجنة والنار بل وعن الملائكة بأمور غير مطابقة للأمر في نفسه ولكنهم خاطبوهم بما يتخيلون به ويتوهمون به أن الله جسم عظيم وأن الأبدان تعاد وأن لهم نعيما محسوسا وعقابا محسوسا وإن كان الأمر ليس كذلك في نفس الأمر لأن من مصلحة الجمهور أن يخاطبوا بما يتوهمون به ويتخيلون أن الأمر هكذا وإن كان هذا كذبا فهو كذب لمصلحة الجمهور إذ كانت دعوتهم ومصلحتهم لا تمكن إلا بهذه الطريق،وقد وضع ابن سينا وأمثاله قانونهم علي هذا الأصل كالقانون الذي ذكره في رسالته الأضحوية وهؤلاء يقولون : الأنبياء قصدوا بهذه الألفاظ ظواهرها وقصدوا أن يفهم الجمهور منها هذه الظواهر وإن كانت الظواهر في نفس الأمر كذبا وباطلا ومخالفة للحق فقصدوا إفهام الجمهور بالكذب والباطل للمصلحة
ثم من هؤلاء من يقول : النبي كان يعلم الحق ولكن أظهر ثم من هؤلاء من يقول : النبي كان يعلم الحق ولكن أظهر خلافه للمصلحة000)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق